السعيد عبدالغني أحمد - رسائل إلى الله 1

أنا محبط من العالم يا إلهي!
محبط لدرجة التعبير طوال الوقت بكلي عن كلي
والصراخ في الازقة وفي الصلوات
وعدم التوبة عن معاضدة اكتئابي بالأفكار.
محبط حتى سالت أحديتي الموروثة في التعدد والانفصام
من أثكلني أناي والنور يا إلهي؟
قلبي يوجعني من كثرة الانتهاكات ضدي.
رحيقي خوار ينبت الرحيل
ورؤيتي أصبحت دوما ضبابية.
خلقك يؤذوني ويؤذون فيضي ولا يعترفوا بي
وإيماني الصوفي ربما دائي الأكبر
والتمسك بذرة النور الصافية.
لا أعلم لم يتدخلون البشر في شؤون بعضهم؟ولم يقيمون الناس على قدر ما اعطوه لانفسهم من حريات شخصية ونزعات للتدمير؟
أفسدني الفكر ومرّر عرفاني
هل تدري عني شيئا وأنا الكسرة التي خامرها التلاشي؟
نثاري رشته الشياطين بالمسك والطيب ومضغته وتبعتها النسور
وتاريخي المتوج بالنفي لألأه الجنون.
الغرفة ممتلئة بالزرقة المتلاشية المفتوحة على طاقة المطلق
مقوَاه بفجر من حوصلته خرجت الألوان
وأنا جالس وحولي كنه العالم أترنم.
أنحت الخوار في المعنى وينحته فيّ
وألطخ انتحاره بدفوف المتصوفة.
قلت ما اكتنزت وأنهيت حياتي الدخانية
وكففت عن التماسك أمام وحي أي شيء.
المجاز في يدي طيع
هو أول غذاء الأزل للالهه
وأول غذاء الآلهه للإنسان.
أزق الحب في فم القصائد
وأروح بين ضفتي الوجود
هذه خصلة اليوم الأبدية.
نسلي أجنحة ترغب أن تحمل الثقال من التكوين
نسلي عقوق منهجي وفوضوي وشطط..
أحمل صخرة سيزيف
أتعب فألقها لأجلس عليها لأبكي
والمدى مثل جوانيتي شاحب وباهت.
وقورة البصيرة حتى أكتب
فتفضِي بلا مسجدِية ولا طهارة أي شيء
الكتابة تخرب وجود الأشياء لأنها تفتحها على فوضى التأويل
الكتابة تستفيض في تنقية نوع مُرها المدلوق على حسب ذات الشاعر المسوسة.
من هيمنة الفوضى وُلدت على فيزياء منظومة
ومن هيمنة الذات استولدت العوالم على لغة رياضية
وتضخمت أورام مخيلة الأرض فيّ
واكتظت سمومها الميمِمة لموتي.
رغم أني أكتب ولكني لا أتاجر إلا في الشوك
ودن البرازخ بين العقل واللاعقل.
لا جنة فيّ ولا نبوة
فقط أسلحة لهدم العالم.
تخريب الدلالات المعبودة مهنتي
وعمل نقابة لبطالة المجردين
تحريك المكوث إلى المحرم
ونكث العهود القديمة لمؤق عيني للنور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى