علي خليفة - المقومات الدرامية في مقامات بديع الزمان الهمذاني

أعني بالمقومات الدرامية هنا عناصر البناء الدرامي؛ من رسم الحدث المثير، وإظهار الصراع - سواء أكان صراعا خارجيا أم داخليا في نفوس بعض الشخصيات - والتعبير بالحوار - الذي يعمل على تصعيد الأحداث، وكشف جوانب الشخصيات بأبعادها المختلفة، - وتصوير الشخصيات بكشف كل جوانبها.
وكل هذه العناصر الدرامية - أو عناصر البناء الدرامي - نراها موجودة في مقامات بديع الزمان الهمذاني، وبعض مقاماته نرى هذه العناصر كلها موجودة فيها، وملتحمة بعضها ببعض فيها؛ مما يجعلنا نشعر بمتعة كبيرة ونحن نقرؤها، ومنها المقامة المضيرية، والمقامة الحلوانية، والمقامة الموصلية.
ونرى بعض مقامات لبديع الزمان لا تتوافر فيها كل هذه العناصر الدرامية بل تتوافر بعضها فيها، كالمقامة القريضية، والمقامة الجاحظية، والمقامة الدينارية.
والحقيقة أنني أعني في هذه الدراسة القصيرة بالمقومات الدرامية شيئا آخر إلى جانب عناصر البناء الدرامي، وهو حيوية هذه المقامات - أو بالأحرى بعضها - بسبب تتوافر عناصر البناء الدرامي فيها بشكل كبير؛ مما يؤهلها لتقدم في عروض مسرحية بعد عمل تعديلات بسيطة فيها.
وبعض مقامات الهمذاني أراها من شدة حيوية الدراما فيها تصلح لتقدم في عروض مسرحية مستقلة بذاتها بعد تعديلات بسيطة تضاف إليها، ومنها المقامة الإبليسية، والمقامة الخمرية، والمقامة البغداذية، والمقامة المضيرية.
وسأتناول الآن العناصر الدرامية، وأذكر أمثلة من بعض مقامات الهمذاني تتوافر فيها.
الحدث المثير
من أهم ما يميز أي عمل درامي هو وجود أحداث مثيرة به، وقد كان بديع الزمان الهمذاني بارعا في عرض الأحداث المثيرة في كثير من مقاماته، وكان يحسّن الربط بينها، ويثير التشويق والإثارة فيها، ويضاف لهذا أنه غالبا ما كان يعرض هذه الأحداث المثيرة في مقاماته من خلال مواقف طريفة تقوم على المفارقات المثيرة للضحك.
ومن الأمثلة على توظيف الهمذاني للأحداث المثيرة الممتلئة بالمفارقات الطريفة ما نراه في المقامة الموصلية، ففي هذه المقامة نرى أبا الفتح الإسكندري المحتال القدير مع صديقه عيسى بن هشام يتجولان في بعض البلاد، ويحرصان خلال تجولهما ذلك على نيل بعض المال من بعض الناس عن طريق الاحتيال.
ويمر أبو الفتح وعيسى في هذه المقامة بقرية يستعد أهلها لدفن شخص عزيز عليهم قد مات منذ وقت قليل، وهنا يعمل أبو الفتح عقله، ويأتي لأهل هذا الميت، ويلمس إجزاء حساسة من جسده، ثم يدعي لهم أنه حي بدليل أن مكان عورته من الظهر ليس باردا، ويستطيع أبو الفتح أن يوهمهم أنه حي، ويصدقوه، ويطلب إليهم أن يمهلوه يومين حتى يشفيه من مرضه الذي زعمه لهم، وعند ذلك تتواتر عليه مع رفيقه عيسى الهدايا.
ويأتي أهل هذه القرية أبا الفتح وصاحبه عيسى بعد اليومين اللذين حددهما أبو الفتح لشفاء ذلك الشخص، ويحاول عند ذلك أبو الفتح أن يوقفه، ولكنه يقع على الأرض، ولا يسعه عند ذلك إلا ان يعترف بأن هذا الشخص - الذي كان عزيزا في حياته وعبث به في موته - قد مات، فيناله هو وعيسى السب والتوبيخ والإهانة من أهل هذه القرية.
ولا تنتهي هذه المقامة عند ذلك، بل هي تدخل بنا في حدث جديد مكمل لاحتيال هذين المحتالين في هذه المقامة، فنرى هذين المحتالين يذهبان لقرية أخرى يوشك سيل أن يغرقها، ويهدم بيوتها، ويدعي أبو الفتح الإسكندري لهم أنه يستطيع أن يوقف جريان هذا السيل لو ذبحوا في مكان مسيل هذا السيل بقرة صفراء وأعطوه جارية عذراء، وصلوا خلفه ركعتين طويلتين فيهما خشوع شديد، وينفذون له ما طلب، وخلال سجود أبي الفتح في صلاته في هاتين الركعتين، وهو يؤم أهل هذه القرية يشير لعيسى ليهرب معه، ويتمكنان بالفعل من الفرار مستغلين طول سجود أهل هذه القرية في صلاتهم هذه.
وكما نرى فهذه المقامة تتكون من حدثين متصلين، وفي الحدث الأول يفشل أبو الفتح وعيسى في نيل مرادهما عن طريق الاحتيال، ولكنهما ينجحان في المرة الثانية، ويستغلان سذاجة أهل تلك القرية التي وفدا عليها؛ لنيل غايتهما منهما في ذلك.
ورأينا أيضا أن هذا الحدثين اللذين بهذه المقامة ممتزجان، وفيهما طرافة كبيرة، وظهر أبو الفتح فيهما محتالا واسع الحيلة، ولا يشعر باليأس حين تفشل حيله مع البعض، بل يستعد لاستعمال غيرها مع آخرين؛ ليحقق أهدافه في الاحتيال.
الصراع
الصراع هو العمود الفقري في أي عمل درامي، وهو يعني في أبسط تعريف له وجود قوى متعارضة تتصادم، وينتج عن تصادمها هذا صراع يشعرنا بحيوية الأحداث ووجود الإثارة بها.
وقد يكون الصراع خارجيا في الحوادث، وقد يكون أيضا داخليا في نفوس بعض الشخصيات.
ونعطي مثالا للصراع الخارجي في مقامات الهمذاني بعرضنا للمقامة الأرمينية، ففي هذه المقامة نرى ثلاث حوادث متصلة تشبه ما نراه في بعض المسرحيات من وجود ثلاث حكايات بها، وكل حكاية فيها تبدو منفصلة، ولكنها تتصل بغيرها فيها في تشابه بعض الحوادث بها، ووجود الشهصيات الرئيسة بها في هذه المسرحيات بها.
وفي هذه المقامة يقوم أبو الفتح مصطحبا عيسى بن هشام بالاحتيال في ثلاثة مواقف، وفي كل موقف منها يتبدى الصراع في إظهار أبي الفتح للحيلة التي يقوم بها للاحتيال للحصول على شيء ما، وتنطلي حيلته على من يحتال عليهم في الموقفين الأولين، ولكنه يفشل في الموقف الثالث، ويتحول من محتال هو وعيسى إلى شخصين قد تم الاحتيال عليهما، ويكون عقابهما في هذا الموقف نتيجة لما قاما به من احتيال قي الموقفين السابقين، ومن ثم نرى قوة الربط بين هذه المواقف الثلاثة قي هذه المقامة.
ونرى في هذه المقامة أبا الفتح وعيسى يتجولان في بعض القرى، ويشعران بالجوع والعطش، ويطلب عيسى إلى صاحبه أبا الفتح أن يعمل عقله؛ ليطعما ويشربا دون أن ينفقا شيئا - فمن الواضح في هذه المقامة أنهما كانا مفلسين - وبهذا تبدأ أحواء الصراع في هذه المقامة، ويرى أبو الفتح شخصا يخبز في تنور، فيقترب من تنوره، ويرمي فيه بعض الملح، فينتج عن ذلك بعض الطرقعات، ويوهم عيسى ذلك الخباز أن في جسمه حشرات، وأنها طارت من جسمه للتنور الذي يخبز فيه، وامتزجت بالخبز الذي به، وهم الخباز عند ذلك برمي هذا الخبز، وطلب أبو الفتح إليه ان يتصدق عليه به، فأعطاه إياه.
وفي الموقف الثاني بهذه المقامة يمد عيسى يده في إناء فيه لبن أمام شخص يبيع ذلك اللبن، ثم يوهم عيسى ذلك البائع أنه حجام، وأنه لم يغسل يده من دم كان بها، وهنا يهم بائع ذلك اللبن بصبه في الأرض، ويطلب أبو الفتح إليه أن يتصدق به له ولصاحبه، فيوافقه على ذلك، ويشربانه.
والموقف الثالث في هذه المقامة تحدث فيه المفارقة، وينقلب الحال على هذين المحتالين، فينالان جزاءهما على احتيالهما في الموقفين السابقين بهذه المقامة.
وفي هذا الموقف الثالث يمر أبو الفتح وصاحبه عيسى بقرية أخرى، ويريان فيها غلاما، فيطلبان إليه أن يسقيهما، فيفاجآن بأنه يأتيهما بإناء فيه لبن وليس ماء، فيسران بذلك، ويشربان ذلك اللبن، ثم يطلبان إلى ذلك الغلام أن يأتيهما بخبز فيرفض ذلك الغلام إحضاره لهما إلا بعد ان يدفعا ثمنه، ويستغربان من تصرفه هذا بعد إحضاره لهما إناء اللبن دون أي مقابل، ويعرفهما عند ذلك أن اللبن الذي شرباه كانت هناك فأرة قد سقطت فيه، فطلب إليه أهله أن يتصدقوا به على أي عابر سبيل، وهنا يشعر عيس وأبو الفتح بآلام في معدتيهما، ويفرغان كل ما فيهما.
ونرى مثالا للصراغ الداخلي في المقامة الأصفهانية، ففي هذه المقامة نرى عيسى بن هشام يستعد للسفر في قافلة، وأراد ان تشمله البركة فيها، فذهب لمسجد ليصلي فيه إحدى الفرائض، وتصادف أن كان رواد هذا المسجد من المتشددين في الدين، وكانوا يطيلون في الصلاة، وأدرك عيسى أنه لو ترك الصلاة دون ان يكملها معهم أنهم ربما قتلوه على ذلك، فأكملها معهم، وهو يتألم من طول هذه الصلاة، وشعر أن العذاب المذكور في السورتين اللتين قرأهما الإمام في صلاته يقع عليه في تلك الساعة.
وكان عيسى يترقب فراغ الإمام من صلاته حتى يستطيع أن يدرك هذه الفافلة ولا تسافر دونه.
ويكون من سوء حظه بعد أن انتهى الإمام من صلاته أن يقف شخص، ويقول للمصلين: إنه يحذرهم من الخروج من المسجد دون ان يسمعوا حديثه، ويصف من يتجرأ على فعل ذلك بالكفر، وهنا يدعي ذلك الشخص أنه رأى في منام النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه أمره بنشر دعاء علمه إياه.
وقال ذلك الشخص: إنه كتب هذا الدعاء في أوراق معه، وعرفهم بثمن كل ورقة كتب فيها هذا الدغاء.
ويكتشف عيسى في نهاية هذه المقامة أن هذا الشخص المتنكر الذي أوقف الناس بغد نهاية الصلاة وباغ لهم اوراقا فيها دعاء هو المحتال الكبير أبو الفتح الإسكندري، وأنه قام بهذه الحيلة ليحصل على بعض المال من جيوب هؤلاء المصلين في هذا المسجد.
والحقيقة ان بديع الزمان قد برع جدا في تصوير الصراع الذي يجري في نفس عيسى بن هشام في هذه المقامة، كما نرى في عرضنا لهذا الجزء من هذه المقامة على لسان عيسى بن هشام، وهو يتكلم عن ذلك الإمام المتشدد الذي صلى خلفه في ذلك المسجد في ذلك اليوم "وأتبع الفانحة الواقعة، وأنا أتصلى نار الصبر وأتصلب، وأتقلى على جمر الغيظ وأتقلب، وليس إلا السكوت والصبر أو الكلام والقبر، لما عرفت من خشونة القوم في ذلك المقام، أن لو قطعت الصلاة دون السلام، فوقفت بقدم الضرورة على تلك الصورة، إلى انتهاء السورة، وقد قنطت من القافلة، وأيست من الرحلة والراحلة".
الحوار
نرى بديع الزمان قد برع براعة كبيرة في عرض حوارات الشخصيات التي أنشأها في مقاماته، وكانت الحوارات في هذه المفامات تعمل على تصعيد الحوادث ورسم الشخصيات فيها.
ومن أطرف الحوارات في هذه المقامات الحوار الذي ذكره الهمذاني في المقامة الحلوانية، ففي هذه المقامة يفاجأ عيسى أنه دخل حماما ليس فيه من عاقل غيره، ولهذا نرى حوار كل العاملين في هذا الحمام يدخل في إطار العبث، وحين يتحدث عيسى يزجر في كلامه من صاحب هذا الحمام؛ لأنه يتكلم بلسان العقل الذي لا يعرفه العاملون في هذا الحمام، كما نرى في هذا المقطع من هذه المقامة على لسان عيسى بن هشام "وما لبث أن دخل الأول فحيا أخدع الثاني بمضمومة قعقعت أنيابه، وقال: يا لكع ما لك ولهذا الرأس وهو لي؟ ثم عطف الثاني على الأول بمجموعة هتكت حجابه، وقال: بل هذا الرأس حقي وملكي وفي يدي، ثم تلاكما حتى عييا، وتحاكما لما بقيا، فأتيا صاحب الحمام، فقال الأول: أنا صاحب هذا الرأس؛ لأني لطخت جبينه، ووضعت عليه طينه، وقال الثاني: بل أنا مالكه؛ لأني دلكت حامله، وغمزت مفاصله، فقال الحمامي: ائتوني بصاحب الرأس أسأله، ألك هذا الرأس أم له، فأتياني وقالا: لنا عندك شهادة فتجشم، فقمت وأتيت، شئت أم أبيت، فقال الحمامي: يا رجل لا تقل غير الصدق، ولا تشهد بغير الحق، وقال لي: هذا الرأس لأيهما؟ فقلت: يا عافاك الله هذا رأسي، قد صحبني في الطريق، وطاف معي بالبيت العتيق، وما شككت أنه لي، فقال: اسكت يا فضولي، ثم مال إلى إحد الخصمين فقال: يا هذا إلى كم هذه المنافسة مع الناس؛ بهذا الراس، تسل عن قليل خطره، إلى لعنة الله وحر سقره، وهب ان هذا الرأس ليس، وأنا لم نر هذا التيس.
قال عيسى بن هشام: فقمت من ذلك المكان خجلا، ولبست الثياب وجلا، وانسللت من الحمام عجلا".
الشخصيات
وقد اجاد بديع الزمان تصوير كثير من الشخصيات في مقاماته، وغلب على رسمه للسخصبات التي رسمها فيها أن يصورها على انها أنماط كوميدية؛ ولهذا كان يبرز في كل شخصية - في الغالب - جانبا واحدا فيها، ويضخمه فيها؛ حتى يثير الضحك منها.
ومن هذه الشخصيات التي بدت أنماطا شخصية البخيل التي صورها الهمذاني في المقامة الوصية، وجسد هذه الشخصية في تلك المقامة أبو الفتح الإسكندري، ونراه فيها تاجرا شحيحا جدا، وينصح ابنه حين هم بأن يكون تاجرا مثله بنصائح تدل على شده بخله وتضييقه، وهي تثير الضحك أيضا.
وكذلك من الشخصيات التي صورها الهمذاني في هذه المقامات بطريقة الكاريكاتير الذي يضخم العيوب شخصية المنافق التي عرضها في أكثر من مقامة، وقد قام أبو الفنح بنجسيد هذه الشخصية في المقامة الخمرية، وهو يظهر في أولها إماما مسئولا عن مسجد، ويأمر المصلين فيه بضرب جماعة من المخمورين دخلوا ذلك المسجد، وكان بينهم عيسى بن هشام، ثم نراه بعد ذلك يرتاد خمارة في الليل، ويراه فيها عيسى بن هشام، ويتعجب من وجود أبي الفتح فيها، ولكن أبا الفتح يزيل تعجبه بقوله له: إنه بفعله هذا يجمع بين ما يحب أن يراه الناس عليه من الورع والتدين، وبين ما يحبه هو من الانعكاف على الملذات، وبالطبع هي صورة لشخص شديد النفاق.
كذلك أظهر الهمذامي إبليس في المقامة الإبليسية شخصا شديد النفاق، فهو يبدو في بعض أفعاله في هذه المقامة يرمي إلى الخير، ولكنه في الحقيقة لا يريد غير الشر، وإن تبدى هذا الشر في مسوح من الخير أحيانا.
وصور بديع الومان شخصية الشخص الانتهازي في المقامة المضيرية، وأرانا فيها سخصا شديد الانتهازية، وهو يستغل حاجات الناس وعثراتهم؛ ليثرى من وراء ذلك، ويضاف لهذا أنه ثرثار كثير المباهاة بكل ما يمتلكه، وجمعه عن طريق انتهازيته.
وعرض الهمذاني في المقامة البغداذية نمط الشخص القروي الساذج الذي يسهل خداعه من بعض أهل المدن حين وفوده على أي مدينة منها، وأعتقد ان نجيب الريحاني قد افاد كثيرا من هذا النمط الكوميدي في تصويره لشخصية كشكش بيك في بعض مسرحياته التي كان يصور فيها ذلك النمط الكوميدي.
وأيضا عرض الهمذاني نمط الشخص المجنون الظريف في مقامتين من مقاماته، وهما المقامة الماريستانية والمقامة الحلوانية، وفي المقامة الماريستانية نرى أبا الفتح متقمصا شخصية المجنون، ومن الغريب انه وهو المجنون يفحم أحد كبار رجال المغتزلة في جداله له، وبديع الزمان بهذا يسخر من المعتزلة سخرية شديدة إذ يجعل مجنونا وليس عاقلا يفحم أحد كبار رجالهم في عصره، وقد كان بديع الزمان معروفا بسنيته، وبكرهه للمعتزلة.
وصور المهمذاني مجنونا آخر في المقامة الحلوانية، وجسد فيها أيضا ايو الفتح شخصية المجنون، وظهر فيها حلاقا فضوليا ثرثارا يخلط في كلامه، ويثير الضحك من وراء هذا الكلام الذي يقوله، ولا يوجد فيه اي رابط أو عقل.
وهذه هي بعض الشخصيات التي صورها الهمذاني بطريقة الكاريكاتور الذي يضخم العيوب في مقاماته، وكان شديد البراعة في عرض هذه الأنماط الكوميدية في مواقف طريفة، ومن خلال وضعها فيها فجر الهمذاني أكبر قدر من الفكاهة.

علي خليفة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى