ماجد موجد - (حلوان) في (الحديقةِ اليابانية)

كان وجهُ الشمسِ صغيراً
يمشي مترنّحاَ وناعماً الى البعيد القديم
و الهواءُ خلفه يشربُ البلَلَ
الذي يلمعُ في ذراتِ الأفق ..
والأملُ .. يا الهي ..
هل رأيتِ كيف يفكّ أزرارَ الخيالِ بقوةٍ وحذر
كنتُ أرى من هناك
ضوءاً بارداً يتموّج حول شعركِ وجبينكِ
وأنتِ تتكلّمين عن الرحمةِ القليلة
في شجرةِ الشرائع العالية..
لم أسمِّك آنذاك، أتتذكّرين؟
فقط كنتُ أندَه باتجاه البساتين
التي ينبتُ في ظلالِها اسمُك
وكنتِ تلتقطين من صوتي
هبةَ الأجراس اللّينة
من المعاني الجليلة للأخضر
والمسراتِ الخالصة في الذهبِ والعرفان ..
وكلما أردتُ قول شيء ما عن حنانكِ
يأتي فمُكِ ويطبق جسدَه على فمي
وكنت أضحكُ وأضحك
وكانت روحي تنام في الأفكار
وهي تمسكُ السعادةَ من وردتِها
...
حتى حين أموتُ سوف يبقى صوتُ قلبي
يصعدُ من أعصاب هذهِ الشجرةِ
وينظر اليكِ
ستسمعين أحلاماً مفتوحةً
يتحرّك الخوفُ في زرقتِها
ودموعاً طويلةً من هنا
الى أوَّل محبةٍ وضَعَتْها يدي في يدك.
..
حتى حينما تقولين: ما أكثركَ أيها اليأس،
وتمضين
سوف يجرحُك الأملُ بعذابهِ الحاد
وتعودين الى هناك
ستمرّرين أصبعَك فوق ذلك الشقّ
مثلما يمرّر طفلٌ يدَه في سماء أبيه الغائب
وعلى ذينك الحرفين القديمين
سيضع فمُك جسدَه
ستشمين رائحةَ الحبّ
لذتَه المنتصبةَ في أحمرهِ الصغير العطشان
ليست تلك التي كنّا نرتعش في كتابها
بل ستشمين رائحةَ كلِّ حبٍّ
كلّ وجدٍ وغيابٍ سطع فيها
كلّ شهقةٍ مجنونةٍ في ليالي الناس
كلّ عينٍ مفتوحةٍ في عين الإنتظار
كلّ عينٍ مطبقةٍ على الرجاء
حتى تصرخ كلها تلك الممرات البيض الحارة
ما مكتوم منها في مخطوطات الفقه
وما مباح منها فوق أجنحةِ الشياطين
..
كلَّ يوم أنتِ هنا
كلُّ يوم وأنا مبتسم أركبُ هذا الحزن
من بيتي الى العالم
كلُّ شارع يؤدي اليكِ
كلّّ حلم وكلّ فكرة
ولا أتذكّر ذلك الوقت الذي نسيتكِ فيه ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى