محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - إنه سجن هكذا صرخت الحرية في وجه التحليق

انه سجن
هكذا صرخت الحرية
في وجه التحليق
الفضاء غضبان من المجهول
حراسه اسئلة حول الماخلف
انه سجن
صرخت الرحلة في وجه القطار
حين تلصص على الحقائب
حقائب ممتلئة بالعودة واخرى بالاقفال التي لا تُفتح
بالنوافذ المسروقة من ورطة التلصص
بالمواساة غير المفيدة
بالاحاديث التي ابتلعتها الصافرة
بحارس المحطة الذي لكز اللحظة نحو الغياب
بالتعارف السريع بين الغُرباء
انه سجن
هكذا قالت قضبان السكة
وهي تترك القطار في المنتصف
وتتزوج الكارثة
انه سجن
هكذا صرخ السراب
حين حاول الخروج عن الاتساع ولم يجد خارج الاتساع سوى مزيد من الاتساع
انه سجن
هكذا صرخ التاريخ في وجه المؤرخ
وصفق الباب بقوة
حتى افزع المحاربون المنسيون في معركة مهملة
لم يكن فيها
سوى رجل يبارز رجلا
لاجل الحب
انه سجن
صرخ صدرها ضد فمي
فتلعثمت الاسنان
وقضمت الرغبة صرختها بمزيد من المضغ
انه سجن
صرخت
الابواب المفتوحة تُشير الى الخارج
وسط دهشة الضيق
انه سجن
صرخ الحذاء في وجه الرمال
حتى امتلاء فمه بالمسافات
انه سجن
صرخت ناشطة حقوقية، تُشير الى جسدها
وهكذا نزعت نفسها
عضواً
عضواً
ولم تبق سوى تلك الحمامة العالقة في شجرة المعنى
انه سجن
صرخت البندقية
في كتف الجندي
ثم عرت رصاصها حتى ادهشت صدر ثائر
فتعرى هو الاخر
من قضيته
وامتهن الموت
انه سجن
صرخت مؤخرة راقصة ضد النقود
ولكنها
انحنت في النهاية
لتجمع الاعضاء الشرهة من طاولة المشهد
انه سجن
صرخت قصيدتي
ثم طعنت القلم
ولم ينزف قط، سوى البياض
انه سجن
صرخت مستحضرات التجميل ضد الوجوه غير المتناسقة
ثم غسلت وجهها
ومضت تُناهض مستحضرات التبرج
انه سجن
صرخ الدفء الصاخب في جسدي ليلاً
ثم كشطتها عني
عضواً
عضواً
حتى تحولت الى هذا الانا الفارغ

محمد عبدالعزيز / السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى