رضا أحمد - وعند الخوف قطفنا المصابيح.. شعر

صورتنا في الإطار؛
حديثنا الذي لم ينقطع.
بالحبر الأبيض
القمصان الباهتة
والتجاعيد التي ترتد عن مسام الخريف؛
أحمل معي بقايا المحبة
تاريخك المرهق
ظلي الأخضر الذي ينمو على الأسفلت
ودعني أطير.
جسدي باقة ورود يافعة
تسحب عطرها من أصابعك؛
الضباب شديد
سجائرك تلسع رئتي
وقلبي لا يترعرع في حافظة نقودك،
نزعت قابس عقلك من درج مكتبك
لحمك من حسائي
وأغنيتك الباكية من دفتر يومياتي
كن خطوة واسعة؛
الأقدام الموحلة دائمًا ما تعود إلى البيت نفسه
دعنا نطير.
الفصوص الذهبية لا تحبس النحل
والملكة في مهمة قتل الذكور؛
"جورج كلوني" سيكون قربانها الأسوأ،
اترك بصمتك على ظهر الذبيح؛
السكين لا يخترق الغمام
ولن يصعد بك إلى السماء،
ما قيمة الكتب ذات الكلمات القديمة؛
نقطة صغيرة كانت ستفي بالغرض
دعنا نطير.
مارس... أبريل... يناير مجددًا
يمر الميلاد
تتعجل النجوم تسلق شجرة الزينة،
ترتدي العذراء فستانًا أزرق واسع الأكمام
والمسيح في حجرها
يبتسم لمطرقة تقتلع رأس تنين؛
الأيقونات تختلس السمع
والوقت سائل لزج
يلتصق بقسوةٍ على جلودنا
وأنا أرغب في السباحة حول الشمس
تعال معي
دعني أطير.
ستمضي الحوائط إلى شؤونها
البواخر إلى القناديل الغريبة
وعقولنا إلى فاشية جديدة،
الأبراج موجات صراخ ممتدة،
الأجراس لا تصد الريح،
المنتَشَل لم يتقن في النهاية السباحة،
فرعون بطل قومي،
الأمين كهل فقد قلبه بين الحواريين،
يهوذا رجل أعمال ناجح،
الطيور تعرف كل شيء؛
الهدهد يفوق مكتبات الكونغرس،
للطريق مائة رئة
ومعدة واحدة تلتهم حيوات المارة،
خبئني من مخالب كتاب المشيئة
ودعني أطير.
الاعتراف خطأ ﺷﺎئع،
لا يوجد دماء في حصة التاريخ،
الخرائط بيئة صحية لتعلم الرقص تحت زخات الرصاص...
ليس للغرباء حلمة في ثديّ السماء،
هكذا قالت السيدة جغرافيا في دار الرعاية:
يا أصدقائي لا تنتظروا شيئا؛
الدلاء تتكاثر على كتف الرجال
الأيادي تنطفئ داخل العيون مثل عشب حزين
الأنهار تعبت من الجري خلف القرويين وشائعات المطر،
السُحُب تفتش في لغتها المحايدة عن أسباب الموت المبكر،
صوت جديد يجرب الاستيطان في حنجرتي،
فمي مجرد غرض بسيط يلائم وجهي
لا تنظر إليّ دفعة واحدة؛
أصرخ بدلا مني
ودعني نطير.
ستنتهي الموسيقى من قبلات العصافير،
الأزرار من روتين انضباطها
والأشجار من تجريف الهواء،
الرئات المثقوبة لا تناسب رحلة طويلة
في ساحة الذكريات،
الشمس تحرث عينيك
وذاكرتي بيضاء،
أطفئ النور
ودعنا نطير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى