السيد فرج الشقوير - كوتشينة

الآس قالت :

تعالَى..
اخلعِ النّعلينِ رغم الرّجس واسمع
رُبّ ثَاوٍ بينَ أفخاذِ البغايا..
بيدَ أنّ القلبَ يخشَع
رُبَّ مِنْ يُنفِقُ وَجْدَاً في المحاريبِ تَصَنّع
رِ وقُلْ لِي أيّها الموكُوس هلّا ..
قد بَصرتَ القزم رُبّاناً ..
وما زالت تراهُ النّاسُ ينفع؟
أيّها البارضُ عمراً في رُبَاهَا يتَضَلّع
أتُرَاكَ الآن بالكُدْرَةِ تَقنَع ؟

الدّوّي :
إنّها حتمَاً جريمة..
مراكبُ الشّمس الفَخيمة..
مِنْ برّهَا الغربيِّ عائدَةٌ..
بلا زُبَرٍ ..مُحمّلةً فؤس
والنّهرُ مستلْقٍ بلا سؤرٍ...
بلا قدَمٍ تَجوس
مأسورةً قدَميهِ في رقٍّ بأعماقٍ وخِيمة
متَهَيِّئٌ للنّبشِ يا كلَّ عَروس...
قدّمتها مُرغمَاتٍ كَمُكُوس..
كازوريتاتٌ عقيمة
يا كلّ مِنْ فقَدتْ سُوَاراً..
أوْ جَرَّةً.. أوْ شدَّ طَرحَتهَا جهارا
ها هُوَ النّيلُ قَلُوص
ومُطالَباً بالثّأرِ مِنْ كلَّ الجهاتِ اللّولبيّةِ..
والجهاتِ المستَقيمة
وبلا نبيذٍ ...
حيثُ ماتَ الكَرْمُ مقتولاً بأسفَارِ النُّكُوث
قسّمُوا الأنخابَ نقعاً..
من نَزيف العِرقسُوس

التِرِي :
في ذِمّةِ الأعلافِ شكٌ..بلْ شُكُوك
فابحَثْ لِنفسكَ عنْ سهُول
عنْ حقلِ برسيمٍ جديدٍ واخضِرَار
لا تُفتّشْ في مواتِكَ عنْ قرار
وتعَامَى عنْ بِداياتِ الهطُول
كلّها الدّنيا تقول...
مِنْ هنا يأتِي المغول
فتشيّا يا حمارَ الدّارِ جاؤا يركَبُوك

الأربعة :
هكذا تبدو الحياةُ عندَمَا..
تُنتَهَكُ المدينة
وتعتَلِي حِدَاؤهَا القِبابْ
يُجمّعوا الغلالَ في..شطِيرَةٍ وحِيدَةٍ بَدينَةٍ...
لِسَيّدِ الهِضَابْ
وفَخّموا أقَلّهُمْ ..وكلّهم ذُبابْ
فينْتَهِي الحديدُ والنُّحاسُ والرَّصاصُ واللّجِينة...
حُدوَةً لِساقِهِ المُصابْ
فيركُلُ الأنُوفَ في ترَوٍ وسكينة..
ويدهَسُ العِظَامَ و العِظَامَ ويُحطّمُ الرّقابْ
ديدَنٌ يا سادتي يلازمُ الغرابْ !

الخمسة :
ساقُ الفاصوليا خلْسةً...
تسلّلَت في ساحةِ النَّجيلْ
فجاء الذّرُّ تحتها ..فخالَهَا النّخيلْ !
ومرّ جاكُ جنبها ....
فهَالَهُم بعرضِهِ وطولِهِ البَجِيلْ
وراعَهُمْ بُصَاقَهُ البُحَيْرَةً تَسِيلْ
ساقُ الفاصوليا لمْ تَكُنْ ...
عِملاقَةً في حقلِهَا الأصيلْ..
لكنّها وجاكَ في مراتعِ النّجيلْ..
قزمانُ كلّ منهما ...قد بدا طويلْ

السّتّة :
يُحكَى أنَّ..
في مَرعَى حقلِ السّيّد جو
يرعَى البقَرُ السّادرُ مُمْتنّا
البقَرُ الغافلُ عنْ أنّ..
مهما امتدّتْ حقلُ السّافانّا..
لا تُغنِي عنْ شجر المانجُو
وسماءَ السّورِ بلا معراجٍ تتَثَنّى..
فيهِ الأحلامُ على مَهَلٍ أوْ قَدْ تَبدُو
صاعدةً فيهِ عصَافيرٌ بِكْرٌ تَشدُو

السّبعة :
مشكِلةُ العشقِ عندَ اليَمام..
كوْنُهُ يَنثُرُ السّجعَ مثلَ انسيالِ البَالِيه
وجُمهُوره لا يُجيدُ السّمَاعَ...
ولا يَشتَهِيه
والثّعالِبُ مِنْ حولِهِ تكْرَهُ السّجعَ..بلْ تزدَرِيه
فَنّهَا في اقتِناص اليمامِ....
والعيشَ في ثوبهِ كالنّزِيه
وكلّ اليمامِ هنا ساذجٌ..
باضَ في حِجرِ مَنْ يَسْتَبِيه

الثّمانيَة :
في ضوءِ شمعِدانِهِ المُهْتَز
بينَ رغِيفٍ ساخِنٍ..
وصُحفَةٍ مُترعَةٍ بِكَبِدِ الأوّز
وجُونَةٍ عتيقَةِ النّبيذ..
و رُوبِهِ ديشامبَرٍ مِنْ قَز
هُوجُو يسُوقُ قصّةً ركِيكَةً عن فقرِنَا
ويَسْرِقُ الأَرُز
هُوجُو يقيؤ معجمَ اللطيمِ المُستَفِز
هوجو نُريدُ بسْمةً سَرَقتَها..
يا عامِلَ المُعِز
أرجِعْ لنا بُكاءَنَا الألَذ

التّسعة :
هل جاءكُمْ ما قُلْتهُ من أنّهَا تَفرْشَحَتْ؟!
وحينما أردتّهَا عفيفةً تكَشّحَتْ
سالُومِي لا يَهُمّهَا في أيّ فرشٍ مَنَحَتْ
إنّ العفَافَ لُدّها..
بعُهْرِهَا قَدْ صَرّحَتْ
في جُبّهَا قَدْ أينَعَتْ رأسَ نبيٍّ قُطِعَتْ
تَصرُخُ في عُشّاقِهَا..
أنْ يَستُروا مَا شَلَحَتْ

العشَرَة :
بينَ أنطونيو ...
وبينَ العَاجِ آلاف اللّيالِي
ثُمّ بينَ العاجِ والقَيصَرِ همْسٌ..وظُنُونْ
هلْ أحَبّ العاجُ أنطونيو..وهل كانت تُبَالِي..
أيّ فحلٍ كانَ منْهُ القَيصَرُونْ؟!
بينَ أنطونيو وبينَ العاجِ والقيصرِ و...
تلْكَ اللّيالي
ليسَ بطليموسُ عمّي..ليس خَالِي
لسْتُ أرضَى أنْ أكُونْ

البنت :
كَتِلِّغرَاف..
كشَوقِ الأيَائلْ..
كحُلْوِ البُكاءِ الرّصينِ الّذي خبّأتْهُ الرّسائلْ
كبَوْحِ الحمام التّنازَلَ طوعاً..
عنْ هَدْلِهِ للخَمائِلْ
فاجأتنِي المسائلْ..
على صَدرِ مَنْ يا بلادَ الفصائلْ
تَفُكِّينَ غَدرَاً رُموزَ الجَدَائِلْ؟!

الشّايب :
هُنا كلّ شيءٍ مُحَاصَرْ
هُنا يبدَأُ الحزنُ قبلَ اختراعِ المراثي..
وقبلَ الدّفاتِرْ
عقيقُ المغارِبِ أيضاً يُهَاجِرْ
وشوشَرةُ الضفدع اللّيلي..
وهمس الصّراصيرِ في الحقلِ نادِرْ
هُنا يُدرِكُ الحَندَقُولُ المَخَاطِرْ
وحينَ خُرُوج الثّعابين للرَّقصِ ليلاً تُحَاذِرْ
وحينَ تُمارسُ بعض الجذوع التّسكّعَ نحو التِّلاعِ..
فأيضاً تُقَامِرْ
ففقد يخرجُ البُوقُ عند المساء
أنّهُ كانَ للجمعِ ميْلٌ لذاكَ الغِنَاءْ
هكَذا أنبأتنَا المصَادِرْ

الولد :
دَيدَنٌ..للّحظَةِ الأخيرةِ احتِفاظُهَا...
بِسَعلَةِ المُبَاغَتَةْ
كرَوعَةِ الرّوايَةِ الّتي نقرَؤهَا..
منزُوعةَ الغلافِ..كانتِفَاءِ اللّافِتَةْ
كغَيمَةٍ بَهِيمَةٍ..لِوَهْلَةٍ تَظُنَّهَا..
مقعِيّةً و ساكِتَةْ
لكِنّهَا...تُرَاقِبُ المُسُوخَ مِنْ شُرفتِها
كلَبْوَةٍ واثِقَةٍ وثَابِتَةْ
تؤَجّلُ الوُثوبَ كي يعترِفُوا..بأنّهم قَرَامِطَةْ
لكنّهمْ مُصَمّمُونَ أنْ يختَبِرُوا...
فُجَاءَةَ الكِرامِ والشّناقِطَةْ

الجوكر :
هُوَ البَحرُ مِنْ يشتَري قصّتِي..
ويَنشُرُهَا غُصَّةً كالمُلُوحَةْ
فَشِعرِي كصَدحِ الأوِزِّ العِراقِيِّ..
يَهْوَى الفَضِيحَةْ
يُسْهِبُ عنْ عُهرِكُمْ باللّغاتِ الفَصيحَةْ
وسوقُ النَّخاسة يكرهُ تفعِيلتي بالنّصيحَة
وهذا الصُّداعُ الّذي في لُغاتِي..
مَلّتهُ كلّ الطيور الذّبيحَةْ
ومنْ يُدمِنُ القَهْرَ أوْصَى بشِعرِي..
فحَرّمَهُ كالّتي قد تَرَدَّتْ..عَافَهُ كالنّطِيحَة


.........................................................
السيّد فرج الشقوير
الأربعاء..21/7/2021




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى