السيد فرج الشقوير - إنتكاس..

صباح الخير يا تونس
صباح الإسبلايت المغترّ..
والنّياشين المسروقة
صباح العجائز و الزهايمر..
و وُعُود التّكنُوقراط..
واللّوبْيَا يا فِجْلُ لُوبْيَا
صباح الرّعيّةِ المغضوبِ عليهمْ
والمضحوكِ عليهمْ
صباحُ البرستيج في الوقتِ المُضارع
صباح الغسيل غداً والنّشير ...
ودهس المقارع
صباح اكتشاف المسدس لمّا أماتَ البراهمي
وكفّنَ بلعيد غيلَة *
صباح التعامي ..فنامي على أمنياتٍ جميلة
صباح اجتياح الأنا...
و الأنتَ و النّحنُ.. صباح القُنّْ
صباح انتشاءِ الهُمَا.. والهُوَ..والهِيَ..و الهُّنّْ
صباحاً يُساوي الجُونيلّاتَ (بالبَنْطَلُنّْ)
صباح القذا والرّدى وافتراشِ الثّري...
مثلنا كلنا ..
بعدَ كُنّا نظُنّْ
بَعدَ ظُهْرِ ...انْتَ مَنْ ؟
:
ماكرون يا خضراء..
أو بونجور يا خضراء ليس يهُمّ
الغُمُوسُ فنٌّ ....
والغَمُوسُ ضَيَاع
آه لو غمّستِ زيتونَكِ تمراً
لِمَ الأيْمانُ يا خضرا...
وبوشناقٌ يردد من بِداياتِ الحكاية؟!
خذوا المناصبَ واتركوا للطّفلِ حارة
اتركوا للشيخِ إذ نادى (هَرِمنَا) ...
شربةَ الماءِ العُكَارَة...
اتركوا حتى ولوْ عقب سيجارة
صباح الجراد يا خضراءُ مِنْ وجدي أقول
أمّك طنقو شهلولة**
تجعل تونس مبلُولة
لِمَ النَّكايَة؟!
وأنا أغنّي خلفهُ بوشناقُ رغم فانوس المنارة
والذي استعدى لويساً مِنْ دهاليزِ المغَارَة
:
بوشناقُ لطفي ..يا جراحي النّاطقة
لِمَ القصورُ عندنا عميلةٌ ومارِقة
لغربها حجّتْ ورا..تلك الدُّبيّ السّابقة
هذي الرّياض ما ترى مجنونَها يُرافقه
هنا العبيد سيدي من جهلها تُسابِقه
بِفنّكم وشعرنا ..مَنْ وحدنا نُلاحقه
فهلْ تُطّلُ بارقة؟
:
كان يا مكان
في بيتنا رَُجلٌ يا عزيزة..
كان يهتِفُ ..يا عزيزٌ..يا عزيزْ
(كُبّة تاخذ الّنجلِبز)
الانجليز الّذين يدوسون الحنطة
ويبصقون في النّهر
الآنَ يا معرورقةً زيتاً درّيّاً
الّذين كانوا يهتفون ...
سعد..سعد..يحيا سعد
موقنون بأنّ مُسعدَاً و سَعِيداً..وأبا السُّعُود
يا حلوتي إنجليز !
أنا الآن أهتف ..
يا عزيزٌ..يا عزيز...
(كُبّة تاخد عب عزيز )
أنا ظهرَانُ يا خضراءُ أدرَى بالمشنانق
وأعرفُ منْ رتّبَ الأوراقَ في تلكَ القضيّة
مَنْ هشّمَ القلّةَ الغشيمة حينَ رقّتْ للكوبرا
حين ربتتْ ظهور القنافذ
رأسُ زهران يردّدُ في المواقف...
يا عزيزٌ يا عزيزْ...كُبّة تاخد (عب عزيز )
اللورد كرومر بريءٌ يا زيزفونة
أنا زهرانُ يا حلوة..لمْ يكن على زندي زناتي...
أو أبا زيدٍ سلامة
وقتها كنتُ حمامة
ومختالاً كذّكور الماندرين
ما مصير الحمائم...والمضحوكَ عليهمْ؟
هلْ سألت الكرولّوسَ قبل خروج الشّعانين بالدفوف؟
اليومُ سبتٌ لا يزال..
فلِمَ التّعجّلُ يا كرُولّوس والأسبوعُ مُفَتِحٌ لإغراء المراكب ؟
مِنَ العجائبْ..
حين يسحلُ هيباتايت لنْ يُسجّلَ فوق جدرانِ الزّرائبْ...
أنّها أغوت بعفّتها الأنوثةَ والعيال
وأنّ أصلابَ الرّجال مع التّرائبْ
قرّرُوا استنساخ مجْدٍ فوْقَ تهويلِ الكتائبْ
:
صباح الخير يا دعجاءُ كالحندوسة
صباح الجلّنار المتخفي خلف الأغانِ الوطنيّة
كان لي جارة إسمها وطنيّة
أكلتها دودةُ القطنِ..
كانت تحبُّ الغيطَ جمّا
كانت تدّسُ قروشها في جدار البيت الطين
ليشتري فارساً كالّذي يخرجُ عليها من التمثيليّة
أشقراً كشواشي الأذرة وطويل كالنخلة
إسمهُ جمعة ..
يأتي من بلادنا المحتلّة ...
بجهاز التّنصت كي نكسب الحرب ..
ويخطبها بالذات
هي الّتي دفعت له المهرَ من منَ اللّطع
وشيّ الديدانِ الأكولة
أتدرين يا تونس التي لا تعرف الفِلَاحة ؟
كان التليفزيونً كاذباً محترفاً
ومحتالاً كبيراً..
كان دائماً يتلقّفُ رجبَاً..في محطّةِ القطار
وشعباناً أيضاً...
ربّما في تمثيليّاتٍ لم نراها
(لبّسَ شوّالاً عمّة...
ورمضاناً قفطاناً...
وصَفَرَاً(ولا حاجة)
لمْ يمتلك صفَراً فلوساً لشراء الجرّار الزّراعي
آه يا تونس ..
يا خضراءُ بلا فلَاحة
لا يغرّنكِ أنّكِ بلا نيل يسرق
فأنت في ذاتكِ قِرطٌ وخلاخيل وقلائد
الخربقة ***نادٍ للأبالسة
يحرّكون الكلْبْ عنْ مواضعِهِ يا نبيلة
فلا أنت كلبة..ولا نحنُ كلاب
فقط أقول يا خضراء فَعِي
:
عندما رافقتني النّوارِس..
في رحلتي نحو عِتقِ القصيدةْ
حاملٌ فوق رأسي هموم الخِراف..
وكَوْنِي ثرِيدَةْ
وحلْمَ انبِعاثِ الغِلالِ السّجينَةِ..
كَيْ أُلْقِهِ في ظروفٍ جدِيدَةْ
وفي أذُنِي حوْقلاتِ السّرِيس...
وأشْواقِهِ للتّلَالِ البعِيدةْ
باغتَتْنِي النّوارسُ..
أنّ اجتماعاتها فوق رأسيَ كانتْ..
لِتأكُلَ مِنْ خُبْزِهِ أمنياتي العنِيدَةْ
و تُوشي لِزِنْزَانَتِي بالخطوطِ العريضةْ

............
السيّد فرج الشقوير
الأربعاء 28/7/2021



* البراهمي وبلعيد..
سياسيان توانسة تم اغتيالهما من الدولة العميقة
لإتهام التيار الإسلامي عن طريق مجموعة من أصحاب اللّحى المأجورين المتطرفين وبعض أعوان الدولة ليقع الحابل بالنابل وتجهيز التهمة المعلّبة لكل ما ومنْ هو إسلامي.
** أمك طنقو شهلولة..لعبة من التراث التونسي
عبارة عن عروس خشبيّة يتم إلباسها زيّ امرأة ويخرج بها الأطفال للدعاء بالسّقيا
*** لعبة السيجا المصريّة.. تُغرَف في تونس وبلاد المغرب الغربي بالخربقة



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى