صابر العبسي - من أين أبدأ وصْفكِ؟

الماءُ يغسلُ وجْهَهُ، أثوابهُ، أطرافه بمسامّكِ،
النّخلُ يُحني هامهُ لعبورك
الورّْدُ يفقدُ في البراري لوْنَهُ، أنفاسَهُ
ما إن يشمّ من البعيد عَبيركِ
البحْرُ منتحبًا على قدميك ينسجُ موْجَهُ
سجّادةً لصلاتك،
من أين أبدأُ وصْفَكِ
وأنا جنوب يلتقي بشماله
كلّ المنازل تستحيلُ مضاءةً بظلالكِ
فقّاعة الصّابون أثقلُ من حضوركِ بيْنَنا
اللّوزُ نوّر من تنفّسك الشّهيّ
والسّنونُو طارَ حْولَكِ
والنّجوم مُثارة بك أزْهرَتْ فتبرّجتْ
من دفء صوْتك ينضج اللّيمون قبل أوانه
الزغرداتُ خُطاكِ من وسنٍ ومن حَبَقٍ
لقلبي خفقُهُ
من أين أبْدأُ وصْفَكِ
وأنا جنوب يلتقي بشِمالِه
الشّمس تشرق من جبين اللّه
تشرقُ قبْلَ موعدها
لتنهب من عيونك دفئها وجمالها
والبدْرُ ليلة تمّهِ من سُقْمِه
لمّا رآك بَرى فضَلَّ مسارَه
ليصير مِنْ أسْراكِ مبتهجًا
حُروفُ الجرّ في شفتيك أشهى من نبيذ الأرض
أشهى وابتسامتك الوحيدة في يدي رمّانةُ
قشّرتها فتطايرت حبّاتُها العطّشى
فراشات تحلّق في فناء البيت موسيقى
أطاردُها فأمسك ذيلها اللّهبي تصعقني
فتسقطُ أضلعي حولِي ألملمها
وأعودُ مبتلاًّ ببرْقِ نسيجك!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى