الحسين بن خليل - جذوة بايعها النصر

وأنتَ تسبِلُ دلاءكَ
بينَ أغشيةِ المكفوفين
ترتدُ إليكَ
السهامُ ناكرةً للرضاعِ
وأنتَ تُوقدُ بينَ فكّي يزيد الأضَاحِي
تُبايعكُ الجذوةُ
والنصرُ أن يُسبِّح بنهرِكَ العطاشى
أن يُرتلكَ البغي برعبٌ
وترتدَ أرياق الظالمين وأنتَ بينَ حِرابهم ذِكرى
ما قطعةُ عزفكَ أحجية
وألسنُ الحالمينَ بالشهيقِ المُبيض
تُناجيكَ في ليلةِ عُرسهم الأولى
تضعُ قائمةَ رفضكَ
أمامَ توابيتِ الولاءات
منقوصةِ الكرامةِ شامخةً
أيَّا أيها الخيطُ المَعقود على أجفانِ الفكرةِ
لئلا تغمضَ
ليستْ ناضجةً وهي تأبن جُرحك
أنتَ تعلو
ثُم تدين
على مرِّ الدهرِ سمفونياتِ السلخِ الأموي
والنتفِ المحموم لوجوه الرغيفِ
الذي تُمارسهُ السلطةُ
أيّا أيها الحزنُ المعكوسةُ ثوابتهُ
تتسللُ من نوافذِ ذكركِ إلى حسراتِ المُتيمين بِكَ
وتحثُ خطاها
أن ثوري
فهذا البئرُ مظلمٌ
إن لم يفرَّ الريقُ إلى السطح
أيُّ دلائِك
تغورُ إلى عـُمقِ الأجنةِ تُسمِعُهَا صداكَ
ثُمَ ترتديكَ
كرامةً وإن شَمخُ السوطُ
وإن استعرتْ القُضبان
ونادتْ ملائكةُ الكهنةِ بالرعيةِ اسكتوا
يا حسين
كلُّ المقاييسِ تركعُ مُذ أبيتَ
يا حسين
وأنتَ تسندُ راحتيكَ
للموتِ
يغترفُكَ الخلودُ
وتُطفئ حريقَ خيامكَ
أهازيجُ الثائرينَ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى