ليلى صلاح ميرغني (أبنوسة) - الملكــة..

كم يبدو كل شي تافهاً الآن لكن لا باس فانا الملكة ( وانطلقت تقهقه بصوت مرتفع ) .. نظرت نحو الأشياء التي حولها بقرف .. قميص نومها الذي يفوح برائحة العفونة حذاؤها المهترئ والمرمي كل فردة بزاوية في الغرفة الصغيرة التي تقطنها! تحسست شعرها المشعث، مسحت على وجهها المتسخ، دلكت عينيها المغطيتان بالرمد، تمطت، قامت ونظرت إلى نفسها في المرآة وكأنها تنظر إلى أخرى لا تربطها بها أية صله! تثاءبت بصوت مسموع اتجهت نحو الحمام ثم عادت دون أن تدخله ، غيرت ملابسها ثم جلست باتجاه المرآة تنظر إلى نفسها بلا مبالاة أولا ثم باهتمام غريب ثانياً .. اقتربت منها أكثر تحادثها بصوت مسموع وهي تتحسس وجهها .
( أدري أن كل شي ممكن وانه لا مجال للاندهاش ومع ذلك أكاد اصعق من الدهشة ، كل شي كان يسير بهدوء إلى أن وقعت تلك الحادثة وبعدها بدأت أشياء كثيرة في الحدوث صرت أفهم حديث كلبي الهزيل وأترجم نظرات المتسولة الخرساء التي التقيها أحيانا في السوق الكبير
كيف لا أدري ، عندما ذكرت لأهلي وأصدقائي مقدراتي الخارقة هذه صاروا يتأملونني بتلك الطريقة الغريبة المملوءة بالشك.. أصررت على أن أفك لهم رموز الأصوات التي لا يفهمونها أذكر في هذا الجانب أنني سمعت كلبي مره يسخر من بعض الأشخاص بالاسم ويؤكد أنهم أساسا من فصيلة الكلاب !! لم أصدقه في بادي الأمر ، ركزت على ان أراقبهم أثناء كلامهم وان انتبه إليهم وهم يتبادلون الحديث فوجدت أنهم يلهثون و ينبحون فعلاً كالك

لاب أضحكني ذلك الأمر كان الموضوع أكثر طرافة من أن أدع ذلك الاكتشاف سراً أخبرت به الآخرين فصاروا يتأملونني بتلك الطريقة الغريبة ويهمسون سمعتهم في همسهم يرددون مجنونة .. مجنونة ثم اكتشفت ان هناك أناس من فصيلة الكلاب وآخرين من فصيلة الذئاب و القطط والحمير و الذئاب وهلم جرا كنت استمتع باكتشافي الجديد واقضي وقتي في مراقبة الناس و محاولة التعرف إلى نوع الفصائل الحيوانية التي ينتمون إليها ، بالطبع كان فيهم من يبرع في إخفاء أصله الحيواني لكنني فقتهم براعة في اكتشاف حيل تخفيهم وتحديد نوع الحيوان الذي ينتمون إليه رغم أن هؤلاء الآخرين كانوا يتطلبون مني مراقبة أكثر وأدق لكنني كنت انجح في النهاية في اكتشافهم وكانت لحظة الوصول إلى حقيقتهم هي لحظة نجاح في تحدي كبير ، صدقوني أنا املك رؤية لا يملكها الآخرون أنا أرى واسمع ما لا ترونه وتسمعونه جارنا الصافي هو حقاً كلب ينبح ومحمود فار أرى شواربه فتضحكني ومريم قطه لها مخالب وعائشة بقرة في كل شي خصوصاً حركتها الكسولة
وعيونها المكحلة بإسراف أما انتصار فأفعى اسمع فحيحها عندما تتكلم وعندما تتمسح في محاولة للتقرب من احدهم .
كانت تلك الحادثة فاصلة في حياتي، لكن ذلك كان في الماضي البعيد وهذه الأشياء لم تبدأ في الحدوث إلا الآن لا اعرف فقط لماذا يضحكون ويتهامسون مجنونة.. مجنونة فانا الملكة والأمر مسلي جداً




  • Like
التفاعلات: تسنيم طه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى