حسين عبروس - تفــــرّد... شعر

تفيض المراسي بأسطولها
والبراري بعطر الصباح
تفيضُ . . .
تفيض الكروم على عرشها
والنخيل على رملها
والسواقي بعذب المياه
تفيضُ . . .
ووحدي هنا في المراسي
يفيض المدى من هوايْ
فيرجع بي طيفها
راقص الذكريات . . هناك
بأمس توالد . . فينا الحنين
على تَلّها الواثب الخطو
بالمزهراتِ . . هناك
على وقعها كان ميلادنا
في حكايا القصائد كُنّا
نغازل لون المساءِ
إذا ما تدلّتْ
قطوفُ السناءْ
لك الآن يا سيّدي في الورى شمسها
وفي الزمان
مدايْ . .
لك الآن يا سيّدي
ارتجاج القدود . . على مَيْسِهَا
والجفون على سيفها
والطيور على وَقْعِهَا
ولي في الرؤى
خلوتي الحالمة
تفرّدتُ في صحوتي مُتعبا
لا أميل على شرفةٍ في سراب الأماسي
تفرّدت كي لا تقضّ الدنى
مضجعي بالمآسي
وكي لا تميد . . هناك
خطايْ . .
فلا تسألوني إذن ما دُنايْ؟
أنا لست فيكم بقايا نبيّ
ولكن تفرّدت بالحبّ
دون سِوَايْ
تعلّمت أنّ النبوّة سرُّ. .
وأنّ التفرّد صُنْعَ
من صنع يديّ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى