مصطفى البحري - أشجار الحديقة تسعل بعد منتصف الليل

أشجار الحديقة تسعل بعد منتصف الليل
الحارس الليلي
يتلفع بالبرد والفراغ
هناك
في أقصى الشارع
عابران وحيدان


( لماذا يرتديان الأسود فقط ؟ )


من شباكي أرى العالم
في متر مربع
العابران الوحيدان يسرعان الخطى
نباح كلاب مصابة بالاكتئاب

( سيارة شرطة تمر بعيدا )


الحارس الليلي
يلوح بيديه .
العابرَانِ الوحيدَان بلا ملامح .
لا شيء في ليل المدينة
واضح



وقع خطى العابرَيْن الوحيدَيْن
يتضاءل
أنوار النوافذ مطفأة
الحارس الليلي
يغوص في معطفه الطويل



أشجار الحديقة تواصل سعالها الليلي
شباكي مفتوح
الليل أشد حلكة
الحارس الليلي يطل من
زر معطفه
العابران الوحيدان
يمتطيان غيمة
ويغادران

[ في صيف المدينة الليلي
كانت الغيوم تترجل
تلعب النرد
مع متقاعدي الحكومة
تشرب الشاي بالمرمرية
ثم تغادر ]



الحارس الليلي منذ شتاء بعيد
ينتظر دوره
كي يمتطي ظهر غيمة
في صيف ما


شباكي مفتوح على آخره
أشجار الحديقة
تمتطي غيمة
وتغادر

( ليتني شجرة
كي
تحبني غيمة )

28/08/2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى