مصطفى البحري - (ماري) غادرت دون سابق إنذار

كان علي أن أعرف منذ البداية
أنك ستغادرين دون سابق إنذار
وأنك
لن تتركي على شراشيف البيت
ذهولك الجميل
وأنت
تلوحين للخطاطيف التي تسكن الشرفة
هكذا فجأة
أظلمت شبابيك البيت
والشارع الذي كان يرافقني إلى بيتك

جف المساء
ونباح( جاك ) على الشرفة
كان علي أن أكون قويا بما يكفي
كي
أفسر لحارس العمارة
أن الحياة ليست دائما مشرقة
وأن ( جاك )
سيكون حزينا
أكثر من ماري
حين سيتذكرني
وأنه قد يُضرِب عن النوم
لا تهتم صديقي
الكلاب وفية أكثر
كما يقول ( بريل )

( ماري ) غادرت دون سابق إنذار
هكذا قالت لي أيضا
صديقتها بائعة الزهور البلغارية
واثقة :
_ لم تمر عليَّ كعادتها
كي تأخذ باقتها اليومية


أحيانا
تخذلنا القطارات
وتتركنا واجمين
خصوصا
حينما تغادر قبل الموعد
ماري
تحب القطارات المشاكسة
لذلك في ساعتها اليدوية الجميلة
تنقص ساعة عن مواعيد القطارات
وساعة
عن شروق الشمس
وساعة
كي تغادر
وساعة كي تترك
باقة بائعة الورد البلغارية

ربما كان علي أن أعرف
أن الحياة ليست دائما بريئة
كالقطارات المشاكسة
وساعة( ماري )
وحارس العمارة البذيء
لا يهم
سأعتاد على المشي وحدي
على الكورنيش مساء
وسآكل الفوشار وحدي
وسأحدث نفسي
بصوت عال
إن لزم الأمر

كان علي أن أقوم بتمارين العزلة
قبل رحيل( ماري )
وأن أتدرب على حمل الأرصفة على ظهري
وكيف أتقي
جراد المطر وأنا أعبر الشارع إلى
قصيدة
تحب( جاك ) أكثر من ( ماري )


5/9/2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى