أياد خضير الشمري - التشظي.. قصة قصيرة

انا ( ح ).. دائما ابحث عن مجهول بين المقابر وفي جوف السماء البعيده .. انني أغامر وفي جيبي الورقة الخاسرة ، فقد كانت الأبواب جميعها موصدة ، وقليلا من الكوارث التي تشد عزيمتي علمتني الحياة الكثير ومازلت اتعلم مما دفعني ان ابصق في كفي .. واحمل سوطي فأنهلت به ضربا على القبور المنتشرة ، حتى السماء الحالكة انظر اليها بريبه .. يعصرني الألم .. يخرج الغضب سريعاً ، ليطفئ سراج العقل ، أتماسك أعصابي واضعها في بدوقة الأمل حتى لا اترك اليأس يفترسني وأنا بعد لم أكمل ما بدأت به في مسيرة الحياة ، المليئة بالهم والحزن والرجاء والخوف متى ما انطفأت شمعة الأمل اشعر بامتعاض شديد وأسف على ما فأتني من العمر ، رسمت أملاً على ورقة ، تأملت كثيراً بأبعاده وبنيته ، حسبت ان البناء رصين ، في لحظات الصدف وما أكثرها ، سقط الأمل ، تهشم ، تمزق ، تهاوت الأفكار وسقطت الدموع لأمل مات ، هكذا تبني الأمنيات قصورها على الرمال ، وهكذا تغفوا أوهامنا تحت ظل شجرة لأيدوم عدة ثوان ، وبدون شعور ، ساقتني قدماي في أماكن مزدحمة ، شوارعها مكتظة بالسيارات المارقة المتهورة ، أسير متأثراً بلا هدف ، قررت العبور الى الضفة الاخرى من الشارع ، سبقني ظلي ، دهس بسيارة مسرعة ، انقطع راسي حاولت الامساك بالراس دهست بسيارة اخرى قطعت يداي ، بعدها رجلاي بقيت الملم أشتاتي المبعثرة ، سحبت ظلي الى الخلف بعيداً، تابعت سيري وتابعت مأساتي ، لا املك سوى هواجسي ، تمتمت باللعنة ، العن عظامي ، وقواي ووجودي ، اتذكر الأمل الذي مات ، ولان افكارنا الميؤوس منها ستغدو مثل عجلة امام جدار يبطل الحلم بالاصطدام وتتفكك الأمنيات من مطالب تافهة او خارقة ، مسكت مسحاة وأخذت احفر واحفر ، لادفن ظلي الممزق ، كلما حفرت اكثر ظلي يكبر حتى غطست في الحفرة وحدي ، خرج ظلي من الحفرة وإبقائي هناك لا حول ولا قوة .
قال هازئاً
انت حفرت قبرك بيدك !
أهال عليه التراب وغادر ..مع الشمس يلتحق بالغروب.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى