مصطفى البحري - قطة المقهى تلهو بحذائي

وحدي هنا .
فنجان البن على المائدة .
قطة المقهى
تلهو بخيوط حذائي .
أبي
تائه بين موائد المقهى .
النادل الأنيق
كعادته يأخذ أبي من يده
كي يدله
على مكاني .


أبي مشاكس
يكره الأوامر
لكنه
ودود جدا حين يزورني الأصدقاء
يقدمني إليهم
واحدا
واحدا
وحين يطول الحديث
يغوص
في فنجان البن


أمس
حين وقفت أمام باب المقهى
جرى نحوي النادل الأنيق
أبي لم يسبقني كعادته
إلى المقهى


( النادل الأنيق
حزين
وعازف العود المشرد
وقطة المقهى )

في الشارع الخلفي هناك
نذرع المكان :
سياج الحديقة
أطفال يتقافزون
حول بائع الفوشار
نباح كلب
وصراخ الباعة المتجولين

( اختفى أبي منذ
مساء الأمس )

في ساحة المدينة العتيقة
تجمع الناس
كان أبي ملقى على ظهره
اقتربت
كان يشير إلي
لكن عينيه ساهمتان


حملته بين يدي
أشجار الشارع
تسعل
وعازف العود الكفيف
يعزف
ومصابيح الشارع
تنطفئ
واحدا
واحدا



[ كان أبي كلما تهت عنه
يبحث عني
طول الليل
ويقدم لي
قطعة غيم
وقبلة
ويأخذني من يدي
إلى قصيدتي ]



29/8/2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى