مروى بديدة - إلى الإبن الضائع في الافق السماوي

لو كنت قد انجبتك حقا
لو كنت حقا قد صنعت في الظلمات القاتمة
و بجهل اتيت الى هنا حيث أعيش بلا ضمان
لو أنك تكونت في الشعاع الداخلي لروحي و أعضائي الثمينة
أيها الابن الراعي لأمه الوديعة
ايها السليل الذي باركك الرب سابقا و كنت صديقا للضائعين و الموتى و الملائكة الصغار
لو أنك سريعا اتيت و ورثت أحزاني و أتعابي و أحرف إسمي الملتهب
لو أن شمسك أشرقت مبكرا و في خلوتي عانقتك العناق الأزلي
و تبادلنا اللعاب و الحليب و الأسنان و مثلما تهبني أهبك دون نهاية
و في كل المطارح أحرس بنيتك التي تكبر بسلام
لو أن سفرك سهل و بسيط ،تأتي من البرزخ الدموي دون جراح في جوف أمك الحبيبة
آن نبتسم معا و يأخذنا السعال و الأنين الى غفوة هائلة و بيدي المرتعدة أحرك بركان جلدك الخامد فتغرق في قهقهات بعيدة
لو أنني عرفت كم كنت تريد مقاسمتي هذا الكدر الطويل و هذا الفرح الذي يجيء عابرا
كنت سأتركك تجيء أيها الوليد العزيز و بيدك الشجاعة كنت ستصافح والدك المتيم .
بطاقتك العجيبة كنت ستعيش بؤس الكون و جنونه و بحنو كنت ستمنح الراحة الى قدي الهرم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى