د. محمد سعيد شحاتة - على باب زويلة

تختالُ على حافةِ فنجانِكِ عناكبُ وأساطيرُ
والطرقُ إلى عينيكِ مُتعرِّجةٌ
والحروفُ داكنةٌ
أتهجَّى جسدَكِ في بحيرةٍ من اللازورد
لكنَّ الطلاسمَ أقوى من ذاكرتي
أبجديَّةُ فنجانِكِ منسوجةٌ بعنايةٍ
تتوهَّجُ الأصواتُ بين خطوطِ الملامحِ
والأخاديدِ المنسوجةِ حول شفتيكِ
ودوائرُ العزلةِ تكبُرُ حين أراوغُ بؤبؤَ عينيكِ
أتتبَّعُ الأصداءَ بين خصلاتِ شعركِ
فتتكوَّرُ بحيرةٌ متجمِّدةٌ من رموزٍ بوذيةٍ
نهداكِ شارعان
يقودان إلى قلبٍ مسكونٍ بذاكرةٍ
تقيسُ المسافةَ بين العناكبِ والأساطير
وبئرٍ مُعطَّلةٍ
وقصرٍ مشيد
الشوارعُ مُتْخمةٌ بملامحِكِ الغضَّة
تتآكلُ الرياحُ والأمطارُ على أبوابِ طلاسمِكِ
المختومةِ بعينين نافذتين
لكنها تسمحُ لي بالعبور
إلى غابة من الأشجار المتحجِّرة
وهياكل لمخلوقاتٍ منقرضة
وتمنحني وثيقةً من رسوم ورموز
أحاول فكَّ طلاسيمها
فتتجلَّى صورةٌ باهتةٌ لطومان باي
معلَّقا على بابِ زويلة

________________________________
ديوان: العاشق الريفي




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى