عبد الحميد شكيل - وحدك..

وحدك..
وحدكَ كنتَ تغزل للحياة قميصها الرث،
وتمشي- مزهوا- في جنازة الوقت..
وتكتب نصكَ الآبقَ..
على ريق غزال يتحرى رائحة أنثاه،
على ربوة في أحراش السماء..
ويحرِّف لغة الآراميين ..
وهم ينزلون مشاتي الصدى..
منتبهين لصوت المحبة،
وهو يعرج إلى منتهى فرحه،
المعبَق بأنفاس المريد الشبيه..
مدثرا بموسيقا العطش،
ومواويل العشب،
المغطوس في دم الوراقين
وفي صهد الغبش..
منذورا لصورته الباهتة،
وفي نمش الصبية..
محتدة في رقصات "أَهَلّيلْ .."
الغبار، يتطلع إلى أوتاد..
مرصوصة في عشقها الترابي،
وفي متنها الذي في نقع الطاسيلي..
منكسرا في رقصة السيف،
ورجع الأغاني الممسوسة،
ببخور الزرقة..
متعالية في شقوق الصخر،
وحالمة بنساء الوشم،
وهو يتمدد في أوجار الدم..
وحدكَ..
صرتَ، ترى إلى شبح الطرفاء..
مترنما بنداءات الموتي..
مطمئنين إلى عشب التراب..
وإلى طير الرماد..
محلقا في لغة" درويش"
وهو يعدد أصواته لجدار الأفول..!!
ويغني لدراويش، الآه، والميجنا..
ويقول بحتمية انتصار الحصان،
في سردية كينونة الرمل الآخير..!!

عبد الحميد شكيل 01 من شهر أوت2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى