بهاء المري - ما بين السطور

أطالَـت في عَـينيَّ النظر
ثم سَـدَلت رُموشها وقالت:
سَـيدي:
إنَّ الصَراحةَ َتقتضي
أنْ تسمَعَ مِنِّى
أنْ تعِي
وبعد القول تهتدى
إنْ كُنا قَـطعنا في الحُبِّ شَوطًا
ولكنَّا مازلنا نَـبتدي
لا تَغضَب ولا تَلومْنِـي
فلكل قَـولٍ مُـقـتَضَى
واعتبِرنِي كما قُلتَ عنِّى
فَـرَسٌ حَرُون
وأنتَ فارسٌ مِقدامٌ
لا يَخشَى الحُصون
وإن تلاشَت من قلبكَ مَهابتها
فإنما لشَجاعتِكَ
وما أعَدَدتَ لها من خيْلٍ
طائع وحَرون
فكان لِزامًا أن تُرَوِّضها
أن تَـكون حَنون
فالخيلُ إنْ طاوَعَتْكَ حينًا
وكانت صَبور
ثم حَـمَّلتها فوق طاقتها
فلسَوفَ تَعرف النُـفور
هل فَهمتني؟
بَلَى!
فأنتَ تُجيدُ القراءَةَ
ودلالة الألفاظِ
وما بَـين السطور
أنا..
فَرَسٌ حَـُرون
إذا عانَدتهُ ألفَـيتَـهُ
ثارَ وفارَ كالتَـنور
وإذا لايَـنتَـهُ ألفَـيتَـهُ
في رقة الورد
في عَـبَـق الزهور
وديعًا مُطيعًا
إذا أطعَمتَـهُ سُكرًا
أو كنتَ معه صبور
وهكذا - يا حبيبي - أنا
فلا تَـقُـل عَـنِّى "حَرُون"
قُـل يا حَـبيبي "حَـنون"
أو قُـل إنِّي "غيور"
فإنْ لايَنتَـنى مَلَكـتَـنى
ولا أريدُ مِـنكَ جَزاءً ولا شُكور
وإن عاندتنى فَقدتني
أتُراكَ مَلِـكًا بلا جاهٍ
بلا قصور؟!
*****
حَـبيـبَـتى:
سَمِعتُـك مَلِيَّا
وإنَّ السطورَ
وما بين السطورَ
نُصْبَ عَـينَيَّ
كيف أُعاندكِ وأنتِ رُوحي
فمَن يُعاندُ رُوحَهُ كان غبيَّا
ومن يفقدُ بيديه كُـنوزَ عُمرهِ
كان على نفسه جَنيَّا
أأمْلِـكُ الدنيا بحُبكِ
ويُصبحُ عَـيشي هنيَّا
وأذوقُ حلاوة قُـربكِ عًسلاً شَهيَّا
وتَـألفُ أذنايَ صَوتكِ نَغَماً شجيَّا
ثم أهدمُ المَعبد ولا أبالي؟
أرأيتِني شَمشونًا أو جبارًاً عتيَّا
ثم أقعدُ مَلُومًا مَحسُورًا
بعد أن كنتُ أبيَّا
أهذه شِـيمَةُ العُـقلاءِ
أم مَن كان في الحُب صَبيَّا
كُوني كما تَكوني
فلا عِنادَ ولا فِـراقَ
ولا مَلاذَ مِـنكِ إلا إليكِ
ولا هُروبَ مِنِّى إلا إليَّ
فأنا على حُبكِ وعَهدِكِ باقٍ
ما دُمْتُ حيَّا


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى