محمد عمار شعابنية - وأنّي كما شئتُ كُنتُ.. شعر

أجَزْتُ القَـصـيـدْ
ثلاثين أغنْيّةً أوْ
ثلاثينَ مِمَّا يُسَمّى قَصِيـدَهْ
وقُلتُ اقرؤُوني
لأنّي سأغْلُقُ دَفْتَرَها بعْد حِينِ
وأنْشُرُها في الجَرِيدَهْ
وقُلْتُ اسمَعوني
لتَقْتَسِمُوا بًـيْـنَـكُم فَـرَحي وأنِـيـنِـي
فقَدْ سَـاءَنــي أنّـنِي
أمَـزّقُ رُوحِيَ في اليوْمِ خمْسِيـنَ يَومًا
ولْمْ يَسْـمَعُوني
وأكْتُبُ شِعْرًا نَظِيفًـا
ولَمْ يَـشْرَبُوا مِنْ مَعِـينـي
كأنّي على دَرْبِهم ما خَطَوْتْ
أو أنّي
إذا الصُّبْحُ وزّعَهُـمْ كلّ يوْمٍ على الطّرقاتْ
على وَقْعِ أقْدَامِـهمْ ما صَحَوْتْ
فَعُذْرًا إذا ساءني أنْ أراهُـمْ
وقدْ أوْمَضَ البَرْقُ فِي فِكْرَتِي
يَـغُـضّون أنْظارهُـم أوْ يَـغُضُّونَ ...
كَيْ يِـطْـفِـئُوني
ولـكِـنّـهُمْ وأنا أُمْسِكٌ البَرْقَ
لن يَـنْزَعُوا ثَوْبَ بَرْقِي
ولنْ يُـوقِفُوا عُنْف دَفْتي
وها أنّني تحْتَ أيْكَـةِ قـافـيّـتِـي
أعَمّدُ أغْصَـانَها بالـغِـنَـاءِ
وألْمَـسُ أوْراقَها واقِفًـا
ولا شيْءَ يُجْبِرُني فِي وُقُوفـِي
عَلى الانْـحِـنَـاءِ
وأمْشِـي
كما نَمْلَةٌ تَحْمِلُ القَمْحَ تَمْـشـيِ
كمَا البـائـعِ المُـتَـجَوّلِ يَـمْـشِـي
كمـا صَفُّ جَـيْـشِ
أراني كما أشْـتَـهِي وأُرِيـدْ
ومـا لا أُرِيـدْ
كَـثِـيـرٌ.. سَأقْصِيهِ عنْ عِـصْـمَتـي وإبـائي
ولي شَوْكَـةُ الاعترافِ الرُّجُولِيِّ إنْ قُـلْـتُ جـهْـرًا :
سمَاءٌ ..
إذا لمْ تغازلْ كَوَاكِبُها سَطْـحَ بَيْتي
إذا انتصفَ الليْلُ
ليْسَتْ سمائي
دماءٌ إذا لم تَـفُـرْ
عندما يُقْبَرُ الشّعْبُ
في مجْلِس الشّعبِ
ليْستْ دمائي
ومَاءٌ تجَمّع في غيْرِ مِزْرَعتي
ليْسَ مـائي
ومِنْ عَجَبي أنّني قدْ سَمْعْتْ
كَلامًا يُعَرّي حَيَائي
ومِنْ عَجَبِي أنّنِي قد رأيْتْ
وُجُوهًـا تُغَيّرُ أشكالَها
وألْوَانَها
ونَفْسي تُفَضِّل أنْ أتَصَيّدَها بِحِذائي
ومنْ عَجَبِ النّاسِ أنَّ البلادَ التي أنْـجَـبَـتْـهُمْ
أفاقَتْ على ثَوْرةٍ لا تَـثـورُ
وبَاتـتْ عـلى نَـفْـسِـهَـا فـي فَـراغٍ تَـدُورُ
ومِنْ عَجَبي أنّـنِـي صِـرْتُ أضْحَكُ
إذْ يفْضَحُ الظّرْف حُـزنـي
فأبْصُرُ في كُلّ أرجائها تعَبًـا وفُطُورْ
وأُرْجِـعُ في وَجْهِها بَصري كَرّتَـيْـن
فَيَرْجَـعُ لي خـاسِـئًا وحَـسِـيرْ
وفِي ظِلِّ هَـذا
أنا قُلْتُ ماذا
سَيَفعل صَبٌّ هَوَى وَطَـنًـا
تَعَـثـّر فـي خَشَب الكُرْهِ بعضَ السّنينْ ؟
سأفعلُ مـا أستـطيعْ
لأُسْهِمَ قـي صُنـع فصْلِ الرّبيعْ
لنَخْرج مـن عُقْم ذاك الذي قِيلَ هذا ربيعْ
ويُسعدُني أنّني ما تجَرّأتُ يوْمًا
على قَطْع غُـصْـنِ
ولمْ أقترِفْ طَرْدَ عصفورةٍ من جداري
ولمْ يَرَني النّاسُ أمْـشـي
بِلا هدِفٍ مثل فِيلٍ مُسِــنِّ
وأنّي كما شئتُ كُنتُ
ولا شيْءَ يُلْـغي العـلاقةَ بـيْـنِي وبـيْـنِـي.


محمد عمار شعابنية
المتلوي في 11 أكتوبر 2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى