بوعلام دخيسي - وحدها الشمس لا تطلب الإذنَ

وحدها الشمس لا تطلب الإذنَ
ترسم لوْحاتِها
ثم تُمضي عليها سريعاً
ولا تقبل الشرح للزائرينَ
فقد فسّرت كل شيءٍ
وباتت لمن عَلَّم الرسمَ أطرافَها..
ساجدهْ..

وحدها الشمس ترسم بالنور والظلِّ
جادَتْ بألوانها
واكتفتْ بالبياضِ
وسِحْر السوادِ
فكان لها تحفةُ الرسمِ
وانظرْ إليهِ:
تهُبُّ به الأرضُ والريحُ…
لا ينجلي قطُّ
يبقى على حالهِ
شأنهُ شأنُ هذي الأشعةِ
في شمسنا الصامدهْ..

وحدها الشمس تحيا النهارَ
وتحيا المساءَ معاً حينما تختفي في النجومِ
يرى وجهَها العاشقونَ
فلا يجزعونَ
فمنْ مثلها في الهوى
خالدهْ..؟؟

وحدها الشمس تدخل كلَّ البيوتِ
وتحفظ أسرارَها
لا ترى الكلماتِ على شفتيها
ولا دمَ في ثوبها
حين تُفضي إلى بيتها عائدهْ.

وحدها الشمس تَعدِلُ:
تُرسِل نفسَ الخطوطِ
تُشَكِّل نفسَ الرسومِ
وتُبهِر نُظّارَها..!!
وحدها هذه الشمسُ
في كل شبر من الأرضِ
تسكُن كوخاً
وقصراً
ولا تكسر القاعدهْ.

وحدها
مَنْ لها قدرة الحكي عن كل هذا الزمانِ
ولكنها تكتفي باحتراقٍ
تُمزِّق أوصالَها كي نعيشَ لنَنسى
تُرتب أيامنا والفصولَ
وأعمارنا والأصولَ..
فلا يذكُر الذاكرونَ
إذا شكَروا الماءَ والطينَ، شمساَ
كأنّا خلقنا بلا حُرقة زائدهْ..

وحدها الشمسُ
في صمتها
هذه الجرعة الواحدهْ.


بوعلام دخيسي -المغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى