محمد عارف مشه - رعب.. قصة

نظرتُ من ثقب الباب . خفت مما رأيت . تراجعت . وقفتُ جوار الحائط في الظل لاهثا مرعوبا . اقترب صديقي مني وسألني مم أنا خائف ؟. أشرت له نحو باب البيت . لم يفهم ما قصدت . حلقي جاف كخشبة . عجزت عن النطق وأشرت له بيدي ثانية نحو الباب .
سار صديقي مرعوبا . وصل الباب . نظر نحوي . أشرت له بيدي مشجعا كي ينظر من ثقب الباب . مدّ عنقه . رفع قدميه . وصل الثقب . نظر . ركض عائدا مفزوعا . تخيلت حلقه جافا مثل حلقي . لم ينطق ولم يقف جواري . واصل ركضه اللاهث نحو بيته .
ظلت قدماي ملتصقتين بالأرض ، وظل قلبي يخفق كطبل . عجزت عن السير . عجزت عن الجلوس . وعجز لساني عن الصراخ . خرجت أمه غاضبة . تقدمت نحوي . صفعتني ثم قالت : ماذا فعلت بابني ولماذا هو خائف ؟ تجمّدت الكلمات وتيبست الحروف . أشرت لها بيدي نحو باب البيت.
سارت بضعة خطوات . وصلت باب الدار . انحنت بظهرها . نظرت . صرخت فزعة . عادت مسرعة . صفعتني ثانية ودخلت بيتها . تحسست خدّي ولم أصرخ ألما . . . جررت قدميّ بصعوبة ككهل . وصلت الثقب . نظرت . وجدتها معلقة على غصن الشجرة . رأسها إلى الأسفل وقدماها إلى الأعلى . صاحب الكرش يلوّح بحزامه الجلدي في الهواء . البنت تصرخ فزعة . الأم تتوسل صاحب الكرش الكبير أن يفك وثاق ابنته . يصفع الرجل زوجته ويركلها بقدمه . تتدحرج المرأة على الأرض الترابية ككرة صُنعت من جورب قديم . صراخ الأطفال في الداخل يزداد رعبا . صفعة لي من الخلف . أصرخ متألما . أنظر إلى الخلف .أرى رجلا ضخما . أحاول الهرب فيمسكني من ياقة قميصي . يرفعني إلى الأعلى بيد واحدة . يضرب قدميّ بالأرض . أرى نجوما تتلألأ أمام عيني . رأسي يدور . غثيان يصيبني . بُلت على نفسي . تبللت ثيابي . رغبة بالتقيؤ في نفسي . القيء على ثيابي .القيء وصل ثيابه رذاذا من مطر . صفعني ثانية . وعاد يركلني في بطني .
تحسست رأسي فوجدت على جبيني قطعة قماش مبتلة . أغمضت عينيّ وعدتُ للنوم ثانية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى