السيد فرج الشقوير - الوُلُوجُ إلى كِتَابِ القِرَاءَة

مَدخَل أوّل
......
.......
أعلَمَتنَا النّبوءة :
سيخرجُ مِنْ بين مَنْ يَصنعونَ القمائن
ومِنْ بينِ مَنْ ينقلونَ الرّمالَ....
لبيتِ الأميرِ لزُومَ المَحَارَة
وتَعبيدِ بهو الإمَارَة
مِنْ بينِ مَنْ قلّمُوا الكَازُوريت ابتغاءَ النّجارَة
مَنْ بينِ مَنَ أرَّقُوا النّيلَ بحثاً...
لِيَغفُو على رَاسِ آبُو (١) عقيقٌ...
وتاجٌ بحجمِ الدّماغِ الزّعيمِ /الإلهِ الحِجَارَة
و مِنْ بينِ منْ في هَجِيرِ الصّحَارِي تَغَدَّوْ بُصَارَة..
وفي حُلكةِ اللّيلِ نالُوا رَغِيفاً و فَضْلَ خِيَارَة
و حازُوا خُشَارَة (٢)
سَيأتي رَسولٌ ...
يُهِينُ الإلَهَ الخَوَا مَا اتّخَذتُمْ....
هَشِيشَ العِظَامِ رَبِيبَ العِطَارَة
تقولُ البِشارَة
أنّهَا سوفَ تخْلُو المَدَائن
.......
اختلاس أوّل
.....
......
تقولُ الكهَانَة :
أنّ خوفو سَيُمْضِي زَمَانَه
وأنّ ابنَهُ رَعْخَعَوْفٌ عظِيمُ المَكانَة..
ما ارْتأتْهُ النّجومُ على عرشِهَا رَبَّ مِصرَ الكِنَانَة
أنّ خُوفُو لهُ غُرْفةً لا سُوَى....
بَنَتهَا يداهُ......
بجوفِ المَهُولِ السَّمَا في عَنَانِه
وفِي أُونَ (٣) ينْمُو لَهُ قاتلٌ....
سوفُ يعلُو مكانَه
فاقتلوا يا جُنود الّذي يبتغي ربّكَمْ بالإهَانَة
هذا الّذي فاهَ في النَّاسِ هذا السؤالَ /الإدَانَة
أيُّ ربٍّ نما علْمُهُ منْ حشيشِ السّدَانَة؟
و اسْتَشَارَ التّصَاويرَ في حَربِهِ و ارْتِكَانِه؟!
........
إختلاس ثاني
.......
........
خائفٌ يا رفاعَي
ومازلتَ تجري برغم اختلاف الزمان
وها أنت تحيا الأوانَ الصّنَاعِي
وما عادَ بئرٌ بتلك المراعي
تزَوّجتَ إحداهُما دونما أنْ تَذُودَا
ولا أنت أرويتَ للشّيخِ ثَاغِي
أمَنْ يُصلِحُ الدّارَ يأتي لها بالأفَاعي؟!
.......
مَبحَث في مدْخلٍ أوّلٍ
......
.......
( فيما يخُصُّ النّبوءَة )
الّذين يُصدّقونَ أنّهمْ آلِهَه
ما حاجتهم للعرّافين؟
الّذين لهُمْ مُلْكُ مِصْرَ
الموقِنونَ بأنَّ النّهرَ ينبُعُ منْ مثائِنِهم..
وعلى البكتيريا اغتنام الفُرصة
ما افتقارهم للنّبيذِ....
وارتيادِ الخمّارات الرّخيصة؟!
ما معنى اتخاذ المرَاحيضَ المخصوصة؟ !!
الآلهة لا تبول...
فأولى لها أنْ تُجافي الشّراب
الآلهة تَسُكُّ الفلوس للذين يحتاجون الفلوس
فلماذا تمتهِنُ الحِرَفَ اليدَويّة....
واخترعَتْ كُرّاتّاً غَير / وفوماً غير / وأبْصالاً
المفترضُ ...
أنْها ابتَدَعَت هذا البحرَ...
فلا تفهمُ معنى أنْ تغرق
ما معنى أنْ تأخُذَ كلّ سفِينٍ غصبَا؟!
أوْ تحتكر المتعةَ وكراسِيَّ البحر والشّماسِي؟!
الألهة الّتي لا لغوبَ يعترِيها..
لماذا تُصّرُ على الجلوس؟
هل سمعتم بإلهِ ضربتهُ الشّمسُ وأعيَتهُ السُّخونة؟!
أوْ إلهٍ يُوَظّفُ مجدي يعقوبَ كطبيبٍ لجَنَابِه
خوفَ أزمةٍ قلبيّةٍ؟!
أسَمِعتُمْ بإلهٍ لا يثقُ بعلمهِ ...
وحَذَرَ الموتِ اتّخذَ العيَّافِينَ كبَصّاصينَ على مستقبلهِ؟!
أسَمِعتُمْ بإلهٍ خافَ على كُرسِيّ العرش...
فراحَ يجِسُ الأرحامَ ويكشفُ عنْ سوءآتِ السَّفَلَةْ؟! ( ٤)
إنْ عيّطَ ذكَرٌ في رُكنٍ مِنْ أيّةِ دَارٍ قتَلَهْ؟!
أسمِعتمْ بإلهٍ يَقتلُ من أجلِ العرشِ؟
ويمشي خلفَ الكهنةِ مُعْتَدَلَ المَارشِ؟!
ما منْ أقدارٍ تعبثُ يا أستاذَ القصّةِ
أعرفُ أنّكَ تَرْمِينِي الآنَ ب (حتّةِ دين بَصّة)
............
مَبحَث في اختلاس أوّل
......
.........
حين افترشَ الكاهنُ بُهْوَ الفرعون
واستغفرَ تَحتَ الخُفِّ الذّهبيّ إلهَهُ
وراحَ يَقُصُّ الطّالعَ في أذْنَيْ مولَاه
إعلمْ ياربّ االهرمَ الأكبر والنّهْرَ السّاقي الجميز
يا ربَّ الشَّادُوفَ وربَّ الطّنبور
يا ثعبانَ الكوبرا الحارسَ غيطانَ الحنطَة
و شّعيرَ الجُعّة
أيها العَرشُهُ بخميرةِ البِيرَةِ بَاسِطٌ سُلْطَانهُ
فوقَ المَوَاخِيرِ...
وفوقَ رِقَابِ الأزلَامِ في المَعَابدِ
ودَانَتْ لهُ حتْحُور بلبَنِ السّرسُوبِ...
و طَوَاجنِ اللّبنِ الرّائِبِ
وقَواريرِ المِشّ بأكْواخِ الغوْغَاء
تقولُ الشِّعْرَى ربَّ الوادِي يموتُ
تقتَسمُ ضَوَارِيُّ الحيِّ رُفاتَه
وسيجلسُ حرفوشٌ جنبَ فتَاتِه
مِرِي سِي عَنُخُ المُستَوْفَاةَ شروطَ فينوس..
منْ برَعتْ في إسْتِجْلابِ الآه..
منْ أجبرَتِ الكافرَ أنْ يزعَقَ مضطّراً.. اللّه
وستَنْتِفُ رأسكَ يا فرعونُ
ستُحاربُ هذا الكَون....
لكنْ تعلمْ جداً أنّكَ لستَ إلَه
َمحفوظٌ كان منَ المفروضِ كعالِم
عفواً.. كانَ من المفروضِ على العرّاف
أنْ يصنعَ معروفاً للنُصُبِ الجَاهِلِ
شاوَرُ مِنْ عمّال الإحْصَاء..
يُحصِي منْ غَابَ ومَنْ أكَلَتهُ العتّةُ
ومَنْ واظَبَ حتى اكْتمَلَ المَسَدُ على أكْتَافِ الأُكَرَاءِ
وَ كمْ زنبيلاً حطّ وكَمْ زنبيلاً شَالْ
شاوَرُ منْ عُبّادٍ لا تُنجبُ حتى نِصْفْ إلَه
هلْ محفوظٌ أخذتهُ الحيرةُ أوْ تَاه؟
فعلاً حينَ أتَتْهُ الحَبكَةُ تَاه...
كيْ تحكُمَ وَادِي الحِنْطَة....
سيكونُ عليك العبثُ بالسّجل المَدَنِيّ..
عليكَ استخراج شهادَةَ ميلادٍ مَلعُوبٌ في ذِمّتِها..
ممهورةً بإمضاءِ كَاهِنَينِ..
وأنْ يَبِيضَ خِتمُ النَّسْرِ على أورَاقِ الجَرِيمَةِ
أنْ تختلطَ الأنسَابُ /أنْ يَبِيضَ الكاهُنُ دِدِفاً يأخذْهُ غُرابُ الشّومِ إلى حِينْ
على شاوَرُ أنْ يكُونَ عَقِيِمَاً.. وَعَنِينَاً لَوْ لَزَمَ الأمْرُ
حتّى مَا إنْ حَمّ أوَانُ الزّفّة...
يُلقي الهُدهُدُ قنبلةً تُثبتُ أنّ البَاشَا ابنُ أصولٍ مِنْ مُلّاكِ الطّينْ
مَنْ يعبَثُ يا مَحفُوظُ بالدّيمقراطِيّةِ
ها أنت تُرجِعُ المُلكَ العَضُوضَ للفَراعِينِ مِنْ تَحتِ طَبليّةِ شَاوَرُ المُصَفّقُ للخَدِيعَةِ
..............
مَبحَث في اختلاس ثانِ
.........
.........
مَنْ أبْدَلَ الدّلَاَءَ بطِسْتِ الألَمُونيُوم؟!
منْ أبْدَلَ الخَفْرَ (بمرقعةِ) النِسوَة
مَنْ أبْدَلَ العنزاتَ بالدّجَاجِ المُهَرمَنِ؟
عِندمَا تَولَى الرّفاعيُّ إلى الظّلِ ما كانتْ شجَرة
كانَ سورُ الحكومَة!!
فتَاتَاهُ لمْ تذُودَانِ حتّى يَصْدُرَ الرُّعَاءُ...
بلْ زَاحَمَتَا النّسْوةَ..
وَ خَاضَتَا في سِيرَتهُنَّ الذّاتِيةِ
وَ مَا كانَ بئرٌ هُناكَ..
كَانَتْ حَنفِيّة!!
لماذا إسْتَعَاضَ الجَبَلَاوِي عنِ النّارِ والزّيتونِ بلَمْبتِةِ الحمراءِ؟
اللّمبةُ الحَمْراءُ جَمرٌ يا رِفَاعِيّ
مَا حَاجةُ المُسِنُ لمِصْباحٍ أحْمَرَ
الفُتُواتُ الّذِينَ جَابُوا الحَارَةَ...
لماذا تُطاردُهُم اللّعنَةُ... و يَقتُلُهُمْ سُوءُ الطّالِع
رغمَ انحِيازِ الجَبَلَاوِي إليهِمْ بشُومَتِهِ..
فبَعثَرَ ثُعبَانَهَا الرّفاعيُّ ثعابيناً كثيرةً
تلك الّتِي أمسَتْ عَصَا للعَرَجِ لا للحَربِِ الصّليبيّة؟!
وخُيُوطَاً يلْضُمُها الأطفالُ خزَارِيفَاً(٥)..
ويلعبوُنَ (الزُّنّينَةَ) بأريَحِيّة
منْ جاءَ بالحظّ المُصَاحِبِ عَرَفَة لينمُو في الحَارَةِ السّعدُ والإسفلتُ والكازُ و (الزّلمُكّة)؟!
أعرفُ أنّ عرَفةَ (يرطُنُ) الإنجليزيّة...
لهذا يُفلحُ دائماً
فنانٌ لكنْ.. مختَلِفٌ معكَ وبالكُلّيّة
ما أنزَلَ اللّهُ فتُوّاتٍ يَحمِلُونَ الهُرَاوَة
ولا أمدّهُمْ بالكُرُوشِ الّتِي تستأثرُ بالنّعمةِ
إنما الطيّبينَ يَبعَثُهُمْ ليُوَزّعوا تِفّاحَ الجنّة بينَ الخَلَائِقِ
أولادُ الحَارَةِ أَذْكَى.. لَكِنْ....
لا يُطربُهمْ منْ انفُسِهِمْ شاعر
يَقُولُونَ كُلّمَا أُخرِجُوا مِنَ البَحْرِ...
(اجْعَلْ لَنَا إلَهَاً كَمَا لَهُمْ آلِهَه)
سَلْ بَنِي إسْرَائيلَ مَا ضَرُّ الشّراءَ مِنْ بَقَّالِ الحَيّ؟!
و قَدْ كانَ اَسْلَمَ مِنْ حَوَانِيتِ شَارِعِ المَحَطّة
.......................
السيد فرج الشقوير
هامش/
(١) حاضرة فرعونيّة يقال أنّ عاصمتها ساخاو (سخا)
(٢) فضلات الموائد
(٣) معبد فرعوني
(٤) العامّة.. وليست من السّفالة توضيحاً
(٥) لعبة من غطاء الكولا تلضم بخيط (الفرّيرة)
*إشارة للهرم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى