المكّي الهمّامي - يَدُها نُورُ مُعْجِزَةٍ (*)

وَهْيَ تُطْعِمُ غِزْلانَها،
في اسْتِطاعَةِ قَلْبي الطُّفُولِيِّ،
حَتَّى الفَراشَةِ،
حَدَّ فُتاتِ الهَشاشَةِ،
أَنْ يَتَحَسَّسَ خَيْطَ المَجازاتِ،
أَبْيَضَ، أَبْيَضَ..!

في خَطْفَةِ الشَّوْقِ،
يُمْسِكُهُ، بِأَصَابِعَ
مِنْ شَغَفٍ أَبَوِيٍّ شَفِيفٍ..
ويَمْضي،
بِعَيْنَيْنِ مُضْمَغَتَيْنِ،
إِلَى زُرْقَةِ الحُلْمِ..
❤️

قَلْبي يَدُقُّ،
يَرِقُّ، كَقافِيَةٍ وَرْدَةٍ
تَتَخَبَّأُ، حَمْراءَ،
بَيْنَ التَّفاعِيلِ، لاَمِعَةً..
[هُوَ قَلْبي المُعَذَّبُ
في حُبِّها..!]
❤️

وَهْيَ تُطْعِمُ غِزْلانَها،
أَتَقَدَّمُ بِي،
بِالعَوالِمِ [أَبْنِي، وأَهْدِمُ..!]
بِالكائِناتِ الوَضِيئَةِ:
بِالشَّمْسِ والبَدْرِ،
بِالبَرِّ والبَحْرِ،
بِالماءِ والنَّارِ،
مُنْتَشِيًا، صَاعِدًا،
كَالرُّؤَى، في اتِّجاهِ القَصِيدَةِ..
❤️

أَكْتُبُ..
أَشْطُبُ..
أَطْرَبُ لِلْكَلِماتِ الَّتي قُلْتُهَا
[والَّتِي لَمْ أَقُلْهَا، ولَكِنَّنِي
قُلْتُها، آخِرَ الأمْرِ،
مِنْ حَيْثُ لاَ تُدْرِكُونَ..!]
❤️

وأَنْسَى،
لِأَذْكُرَها وَحْدَهَا..!
لاَ أَرَى غَيْرَ ضِحْكَتِها،
لاَ أَشُمُّ سِوَى عِطْرِها،
لاَ أُحِسُّ بِغَيْرِ صَباحِ أَصَابِعِها،
يَتَلَأْلَأُ في غَبَشِ البَدْءِ..
[لَيْسَ سِواها دَمي..!]
❤️

وَهْيَ تُطْعِمُ أَيِّلَها،
في الحَديقةِ، قِطْعَةَ "كَاكِي"
وتَرقُصُ مِنْ بَهْجَةٍ،
تُعْشِبُ الرُّوحُ، جَذْلاَنَةً..
يُخْصِبُ السَّبْسَبُ القَفْرُ..
يَأْخُذُ شَكْلَ الحُقولِ البَعيدَةِ
شِعْري [الَّذي لَمْ يُخامِرْ
خَيالِيَ بَعْدُ..!]
❤️

تَمُدُّ يَدًا بَضَّةً،
سَكَّها اللَّهُ مِنْ فِضَّةٍ،
وعَلَيْها النُّقوشُ الطَّلاسِمُ،
تَعبقُ ساحِرَةً غَضَّةً..!
[يَدُها نُورُ مُعجزَةٍ،
من فُصُوصِ الأَغاني، مُطرَّزَةٍ..!]
فيُشَعْشِعُ، في الأُفْقِ،
قَوْسُ الأَماني البَهِيُّ..
ويُولَدُ من حَجَريْنِ [الأَسَى
والخَسارَةِ] شَيْءٌ
عَصِيٌّ على الكَلَماتِ..!
سَمِيُّ الإِشَارَةِ..!!
شَيْءٌ.. يُسَمَّى الأَمَلْ..!
❤️

(*) زار الشّاعرُ حديقةَ الحيوانات، رفقةَ ابنته الصّغرى "قدس". ووقف مذهولا أمام طفلته الحبيبة، وهي تطعم الأيائلَ قطع "الكاكي". وقد كان هذا المشهدُ الشّاعريُّ قادحَ القصيدةِ الرّئيسَ..

شعر/ المكّي الهمّامي

(حديقة البلفدير بالعاصمة التّونسيّة/ منزل جميل)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى