السيد فرج الشقوير - كُلنا يَلُومُ حَفِيظَة

الشّيطَانُ كائنٌ بلَا حِيلَة
مِنَ المُمْكِنِ أنْ تَقُولَ غَبِيٌّ جِدّاًِ
مُجَرّد ثِرثَار يَحْتَالُ بنُعُومَة
وَ يَدَعُ للبلْطَجِيّةِ ابتكارَ أداةَ الجَريمَة
قَدْ أفهَمُ عنْ أبَِي جهْلٍ الّذي اخضَوضَرَ فِيهِ التّصَحُّرُ..
ألّا تَسْتَهْوِيهِ أكَمَةٌ..
ولَا حَدِيثَ نبيٍّ عنْ فَاكِهةٍ أوْ أبٍّ يَجْهَلُه
لهُ أنْ يُمارِسَ لُعبتَهُ الإختِيَاريّة...
في صِنَاعةِ حِزبٍِ يَمِينِيٍّ مُتَطَرٍفٌ
يُزَاوِلُ فِيهِ الكُفّارُ أعْمَالَهمْ المُجَدْوَلَة
وترتِيبِ تعاونَاتِهم الإقليمِيّة معَ ذُو الخُلَصَة
فقط ليَكُونَ زَعِيماً في دَارِ النَّدْوَة..
لكِنْ لاأسيغُ هَذَا الفِعلَ منْ مُلوكِ الطّوَائفِ....
مَنْ يعرفُونَ أنّ اللّه حقّ...
ولا منْ أصْحَابِ ( الفَخَامَةِ والسّمُوّ)....
أنْ يكونُوا مَرَاسِيلَاً لبايدن..
وَ مَحْضَ (ساكا ماكا) لَدَى الشَّابَاك...
لقاءَ كِيلُو جرامٍ واحدٍ منْ غِرَاءِ الحُمُّص
ومُتحدِثينَ رسمِيّينَ عنْ مَنَاةٍ....
كَأنبياءٍ يكفُرونَ بِبضَاعَةٍ يَبِعُونَهَا صِغَارَ الفَسَقَة..
وَ مُتَمَرِّنِي الدِّيَاثَة
لمجرّدِ كَمْ (مَلطُوشٍ) يصفَعُهُم بهَا صُندُوقُ النّذُور
أوْ إشارةٍ وَاعِدةٍ مِنْ عَجِيزَةِ سِجَاح
الشّيْطَانُ أثبَتَ فِكْرَةَ...
أنْ تَكُونَ غَبِيّاً لَابُدَّ أنْ تَمْتَلِكَ عَقلَاً يُحَدّثُكَ...
أنَّ النّارَ تَشوِي لكَ كوزَاً مِنَ الذّرَةِ...
ويَكْتُمَكَ... أنّ الطينَ أوْجَدَ للنّارِ مَا تَطبُخُه
تلك الفكرة الّتي تبنّاها قَابيلُ فصَارت حَتفَاً..
ربّما يقعدُ الآنَ لا شُغلَ له سُوَى الكلام..
هذا الذي يُترجِمَهُ الكُفّارُ الجُدُد إلَى جَرَائِم
إبْلِيسُ كَانَتْ تَكْفِيهِ عَيْنَاهُ
يُمكِنُ أنْ تتَفلْسَفَ فِي عَتْمَةِ الْعَمَاءِ
أفْلَاطُونَاً تَكُونُ فِي بَحْثِكَ عَنْ المُحَرِّكِ الأَكْبَرِ
سَاعتَهَا مِنَ الأَكِيدِ أنّكَ مُجتهِدٌ جدّاً
مِنَ المُؤكّد أنْ تُصِيبَ خُمسَ الحَقِيقَة
ومِنَ الآكَدِ أنّكَ أخطأتَ فَهْمَ الرّياضيّات البَحتَة
القِرَدَةُ وَحْدَهَا تُؤمِنُ بِنَظَرِيّةِ النّشُوء
كَيْ تُصبحَ الأَرْضُ بِرُمّتِهَا أشْجَارَاً منَ المَوْزِ
لا يُمكِنُ اتّهَامَ سُقرَاطٍ بالسَّفْسَطَةِ
كَمَا لا يُمكِنُ أيضَاً الجَزمُ لهُ بالأَرِسْطُوطَالِيسِيّةِ
في عَصرِ اخْتِرَاعِ جَاسُوسٍ كَهَابِل...
يُمْكِنُ أنْ نَتّهِمَ سِيمُون دِي بُوفوار بِتُهْمةٍ كَهَذِه
العقُّلُ فِي زَحْمَةِ الكَشفِ.....
يَعْنِي أنّكَ مَوّنتَ مُوتُوسِيكلَ دِمَاغَكَ بِأَرْدَأِ أَنوَاعِ الكِيرُوسِين
المَنطِقُ يَقُولُ أنّهُ لا مَنطِقَ صَحِيحَ عَلَى طُولِ الرّحْلَةِ...
و أنّهُ مِنَ المَنطقِ أنْ يَنحَنيَ المنطقُ لِيَعقِدَ ربَاطَ الجَزمَةِ... إثَرَ فَاوِلٍ إضْطِّرارِييّ..
أوْ كَتِفاً قَانونيّاً اعتِرَاضَاً عَلَى اسْتِغرَاقِهِ الكُلّيّ
فَتفُوتهُ بعضُ الفُرصِ التّهدِيفيّة
تَخُونُهُ نتِيجَةٌ مَا لانْشِغَالهِ بِحِذائِه
وأيضاً لنُشُوزِ اسبَارْتَاكُوسُ رغمَ سُرّتِهِ المَثقُوبَةِ
عنْ طَابُورٍ أزَلِيّ منْ عَبِيدِ...
يَعبُرُونَ الحَيَاةَ بفُرُوجٍ مَغصُوبَةٍ..
وأكْوَابِ القِرفةِ بالزّنجبيلِ الّتِي لمْ يَحْتَسُوهَا..
اللّهُ يُحبُّ المُؤْمِنِينَ
قَالتْ الأعْرَابُ آمَنّا
اللّهُ يُحِبُّ الأعْرَابَ.... تقُولُ الأُورْجَانُون
أرَاهُ المنطِقَ يعقدُ حَاجِبَيهِ اسْتِنكَارَاً...
رَافعَاً قبّعَتَهُ لسَعِيدِ الصّالِح...
ومُصَدّقَاً (لتَهْريجِ) عَادِل إمَامْ....
(هوّا فيه حاجة اسمها منطق)؟
لا يُمكِنُ ليهُودُ... أنْ يَكُونُوا أبناءً للّه..
و يَسْتَحِيلُ أيضاً عَلَى المُرتَزَقَة
الأُورْجَانَُونُ نظريّةٌ تُثبِتُ عَكْسَ الحَقِيقَة.. احيانَاً
ولأَرِسْطُو اجْتِهَادهُ المَشكُور...
عنْ مُلَاحَظاتٍ جزئيّةٍ لا يُمكنُ تَعمِيمُهَا
الا تُمَارِسُ الطّيرُ اسْتِدْلَالَهَا عنْ المَنَاطِقِ الدّفِيئَةِ دُونَ حَاجَةٍ لأرسْطُو؟!
أنا لسْتُ مِنْ أُولَئِكَ الّذينَ اتّهَمُوا حَفِيظَة
وأعتقدُ أنَّ عِتمانَاً لَيسَ بِهَذَا السُّوء
تُخبرنا القضِيّةُ المَنْطِقِيّة :
كلّ عِتمَانٍ كَلْبٌ
كلّ النّاس تَخشَى الكِلَابَ
أبو العِلَا ناسٌ.. مَقطُوعٌ بهَذا
أبو العلَا ممعِنٌ فِي الجُبْنِ
أنا اتّفِقُ على أنّهُ مُمْعِنٌ في الجُبنِ القَرِيشِ...
لذَلكَ لمْ يَكُ يسْمَحُ لِفَاطِمةٍ بالتّخَثُّرِ إلّا فَوقَ سَريرِ الزّوجِيّة
وَ إلّا.....
كَيف وَاتَتهُ الجَرْأَةُ أنْ يَختَبِئَ لعِتمَانٍ تَحتَ مَرسَحِ
افْتِرَاسِ البَطةِ الوَلُود؟
كيفَ رَأى اسْبَارتَاكُوسُ يُرَاقِبهُ دُونَ أنْ يَدلفَ للمدَارِس...
ولا حدّثَهُ القَراقوزُ المُوَالِس؟!
الجُبْنُ كلّ الجُبن في الغفِيرِ سَالِم
منْ يُثبتُ الحِكْمَةَ لِعِتْمَانٍ دَائِمَاً
منْ ( مَصْمَصْ دِيّ ) معَ أبي العِلَا
واقتادَهُ بعدَهَا لِسِلَاحْلِيكِ العُمْدَةِ آكلِ الإوَز
كيفَ أفْتَى سَالمٌ نفسَهُ أنّ (بسْمِ اللّا) أحَلَّتْ لَهُ رَأسَ البَطّة....
بينمَا أحَلّت ( فاطنة) دارَ البَوار؟!
كيفَ لسَالِمٍ أنْ يَشْحَذَ منْهُ (حِفَاناً) منَ اللَّب السّوريّ.....
ويَقتَادَهُ مُتّهمَاً بِرِعَايّة دَوّارَ الشّمس؟
كلّ البَرَاحَات مَسْرُوقَة... نعم
عتمانٌ لَيسَ إلّا زَعِيمَ رَهْطٍ لا يُوسّخ يديّهِ
سالمٌ هوَ منْ يأخُذُ عنهُ العِنزاتِ لِقَاءَ بَعْضَ التَّوْبِيخِ
ليسَ إلّا
يعقِرُ لَهُ النّيَاقَ ليَحشوَها بالقَوانصِ..
ويحمِلُ عَنْهُ أعبَاءَ الدّمْدَمَةِ.. لمّا تُشَلِّحَهُ الرّيح
سالمٌ منْ (يُسَتِّفُ) فتّاوَى التّفْرِيق...
وأَعمَالَ التّنجيدِ.... وطِلَاءَ المَذْبحِ بِالْ (بَمْبِي)
لِيزنِي منْ ثُقبِ القَاعَةِ بِدَعْوَى الحِرَاسَةِ
يَسْتَمْنِي عَلَى غُنْجِ (فاطنة)... لَوْ حَدَثَ أنْ أكَلَهَا المُحتَسِبُ....
سَالِمٌ كَشَارِبٍ أصيلٍ للتّفل...
وللغَلْوَةِ الثّالِثةِ لِشَايِّ العَرُوسَةِ...
لا يعرِفُ نكْهَةَ الرّشفَةِ الأُولَى
و حفيظة لها منْ قريتنا فدادينَاً بأعدادِ الضَفادعِ
وأشجاراً اختارت الطُّلُوعَ في حِجْرِهَا
وعَصَافِيراً لمْ تُجبِرُهَا علَى الزّقزَقَةِ
تَطَوّعَتْ بالبُكَاءِ أوْ بالغِنَاءِ رُبّمَا..
فأنا لا أفهَمُ لُغةً للعَصَافِيرِ..
ولا أعرِفُ فَلْسَفَتَها في العَيْشِ هُنَا
لنُ تُقنِعُنِي فاطِمَةُ أنّها ملاذٌ آمِنٌ
كانَ عَليهَا إرْجَاع البقرةَ المَغصُوبة...
وبَعضَ الأفدِنَةِ المَنهُوبَة...
لا كُلّ حِيَازَةِ عِتمَان...
ومورُثاتِ حفيظة...
ونصَفّقُ كالبُلَهاءِ لعَدَالةِ فَاطِمَة
في الأورجانُون الشّقوِيري ليسَتْ عَدَالَةٌ بلَا رَحمَة
ولا يَجوزُ اعتِبَار الخُصُومَة قَضُيّةً كُلّيّة...
تَستَغِرقُ في الشّحنَاءِ... وكَيدِ النّسْوَة
لابُدَ للانتزَاعِ مِنْ بِنجٍ جزئيّ..
أنْ تُسقِي الأوجاعَ رشفةً منْ الفودكا...
فَيظُنُّ الجُرحُ أنّهُ يَحلُم بالوَجعِ
منْ في الاثنَتَين حفيظة....
حينَ وزّعت فاطمةُ دُولَاب حفيظة
وحينَ لمْ تكتَفِ بفستانها..؟!
وَحِينَ أصرّت أنْ تجرّدَها منْ لبَاسِهَا الجُوّاني
منْ في الاثنتين انزَوَتْ خَجَلَاً صارِخَةً (يا فِضِحْتي)؟
القضِيّة الكلّيّة الوَحيدَة
كُلّ إنسانٍ مُمكِنٌ أنْ يصيرَ قاتلاً
أبو العلَا إنسان ... أكيد طبعَاً
النّتيجة أنّ أبو العِلَا مُمكِنٌ جدّاً أنّ يصيرَ عِتمَانَاً
فقط ينتظِرُ الفُرصَة
لابُدَّ أنْ نصلَ لحِكمَةٍ في النّهاية
بديلاً عَنْ نَتَائِجٍ تقُولُ المُقدّماتُ أنّهَا كَارِثيّة
عليهِ أنْ يختارَ أبو العِلَا عصَاتَهُ الّتِي تجلدُ ظهْرَه
حينَ التّشَفّي كَجَلٍادٍ وعتمانٌ على صَلِيبِه
على ( فَاطنة) أنْ تَختَارَ لسَوْءَتِها سِرْوَالَاً مُعتَبَراً
تَتْرُكُهُ لهَا حفِيظَة....
حِينَ تَفضَحُ حفِيظَة
كلّ إنسانٍ يمكن أنْ يكونَ شَفِيقَاً
كل عتمانٍ وكلّ حفيظة إنسان
ممكنٌ جداً لهما أنْ يكُونَا شَفِيقَين
ممكنٌ جدّاً أنْ يعترِفَ أرسطو ببعضِ أخطائه البسيطة.


السيد فرج الشقوير
الأربعاء/24/11/2021




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى