عبد الأحد بودريقة - على الجدار

على الجدار
فاكهة ونجمة
أنا لا أرغب إلا في صبار
وطائر يستريح على ريشه الضوء
*
على الجدار
شوارع بكل لون
أمشي ..وأمشي وأتعلم أن أكون صامتا
وحدها الغابة تعلم أني ظلّ
*
على الجدار
نساء يتدثرن بأجنحة متكسرة
وينشرن عزلة ميتة
يا له من ألم !
*
على الجدار
عصافير وسنابل
صيادون يختبئون أيضا
كمان أضاع قوسه
وناي قَديم لم يجد شفتين
بدائـيون ، مازالوا يحلمون بالقمر يغني
أصوليون ،مغلقون كالموت
صوفيون ،غامضون كالحب واضحون كزرقة أعالي البحار
شيوعيون ،يتأوهون فقط
عقلانيون ، يتزحلقون على سطح الوقت
عابرون ، يعانون المحو
شفاهُهم من ضباب وكلماتهم دائما قليلة
يسألون ولا هدف لهم
إلا سكينة الشفق يرجّونها
ونجمة يلحسونها
وتغيّرهم إلى عين ظلمة
و"نتشويون " ،يضحكون ويرتفعون شهبا فوق الغيوم
*
على الجدار
أقرأ شعرا كمعطف ترقعه شطحات ماكينة
كحضور متشرد يموت
كهرة تبتسم وقد تزوجت كلبا
كزجاجة كوكاكولا تنام في بطن جائع
*
على الجدار
وردة حمراء ،لا أصدقها
أحبّ الجدار الذي لا يقول " أنا "
تضيء فيه السكينة
يشتغل فيه القلب ،ويشتعل بالأسرار
*
على الجدار
أسترجع ذكرياتي
وأعد أصدقائي المسافرين في زرقة الوقت
مبصرين وعميان
يوما ما لن تجدوا غير ذكرياتي
ضحكاتي
وبعض أحاديث قلبي ..
ترتعش من شدة البرد !

05/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى