د. أحمد إبراهيم الباسوسي - القيامة

رأيت القيامة، غبشة الليل كانت طاغية، قلبي يراقصه الخوف. ازدحمت الأرض بالفارين من القدر، عيون بلهاء تضرب في كل صوب، اقدام مرتعشة تصدر دبيبا. النار تحاصر الجميع، السنتها نزقة، فاتحة شهيتتها للابتلاع. مخارج النجاة غلقت بالكامل، سوى باب وحيد كان وزبانيته بقفون قبالته، ملامحهم كملامح الديناصورات الاسطورية المجنحة، اسمالهم سوداء سواد ليلة حالكة الظلمة، انيابهم صفراء متآكلة متأهبة للالتهام والتمزيق. كانوا يصطفون أمام فتحة الباب يحملون أسلحة ولافتات ضخمة معلقة في الزوايا، منها ماهو مصنوع من البلاستيك، ومنها ما هو تقليدي مصنوع من قماش التيل، مخطوط عليها نحو ربع الألف من العبارات البراقة ذات البنط المنمنم الباهت غير القابل للرؤية أو حتى الملاحظة. الرجل صاحب الوجه المخروطي الغاضب شذرت عيناه الحمراوان في جميع اتجاهات الجموع، خلفت خيوطا قوية من اللهب تتلبس جيادهم مثل قلادة ذهبية خرجت توا من مقابر القدماء. صياح الديكة المعتاد في مثل هذا الوقت اطاح بالمشهد من أمام عيني ومن ذاكرتي. خرجت الى الشارع في هذا الوقت المبكر جدا، كان المسجد في مكانه وهدوء حركة نفر المصلين القليل كان على حاله أيضا. في طريق العودة احاطتني لدغات البرد الابريلية بحالة من الفوضى والارتباك، سارعت الخطى لكي اتدثر ببيتي القديم الآيل للسقوط، هناك على ناصية الشارع المرتجف، الصامت عاينت القيامة ثانية، هذه المرة كان هناك أشباح تزمجر، وسلاسل حديدية ضخمة مربوطة في اقدام رجال ونساء عرايا كما ولدتهم امهاتهم، وهول كبير، وكنت مستيقظا جدا، ومتحمسا جدا للقاء الديناصور المجنح الذي استرجعته ذاكرتي في مشهد القيامة قبل لحظات من دخولي منزلي القديم، واوصد الباب ورائي بقوة.



[HEADING=3]0 commentaires[/HEADING]













https://www.facebook.com/Anisbahssi/?__cft__[0]=AZWVSNHgGMyyG0MeUKDG-VpUEjnWiQCHQVwC0y4GYy8zBoMd1bqV9iyOwP24_LZxxAiR1MazeAQ3zJEIhhPsg-D7p5IweETAKGS-Fjcpx6HURX2ZSOaClAZfrriountimGTvaXXq5BOmImQMiPhkJZnbTc-EKg_msnT53aleUZ0-5O0WsmbC72D69kPB8pfl8qpAJCJiw5cA-Xup53wF95ikaffiqUGwTPYQB3nEY1yxaWH6e2OVqVj2WvZOHMOljJzP-lZJLR0RhS-rNeAul0MUCNqUAj2jGjo_2oEBloFmbA&__tn__=<,P-R
[HEADING=3]Safiot_optical[/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى