مروة آدم حسن إكبيرة - سيرة ذاتية

ليس لديّ
سيرةٌ ذاتيّة حافلة
لستُ سيدة مُخمليّة
لستُ سيدة مجتمع
لستُ نسويّة
أنا أنثى
أقول كلمة واحدة
تخرج النُكتةُ تضحك
على فطرتي..
تبدأ الموسيقى تعزفُ..
على جسدي
وترقص الأحاديث..
على خصري

أتمايل على حبل المجاز
لا أجيد الكذب
لذلك كلما حبكتُ كذبة
انفرطت قصائدي من الصدق

ليس لديّ
سيرةٌ ذاتيّةٌ حافلة
كفتاة عادية
عشتُ على أطراف الجبال
حلُمتُ كثيرا
حشوتُ رأسي بالأفكار
وأطلقتُ العنان لخيالي
انتظرتُ الفُرص
وأنا أعرف بأنها ضائعة
كما أعرف بأن الحظ
لا يسلك الطُّرُق الوعِرة
لا يحب صُعود الجبالِ
ولم يعش يوما
بين الحُفر

ليس لديّ..
سيرةٌ ذاتيةٌ حافلة
في عينيّ طفلةٌ
تقول بأنني ولدتُ اليوم
وعلى جسدي
خُطى امرأة
عاشت ألف قرن..

أصمتُ طويلا
في مواضع الهرجِ
ألفظ كلمةً غبيّةً
في البِرَك الآسنة
فتموت أحاديثُ الحُذاّقِ
في أغمادها

ليس لديّ
سيرةٌ ذاتيّةٌ حافلة
في عقلي امرأةٌ صوفيّةٌ
تغرف من فلسفتي
وفي جسدي مومسٌ
تتوضأ على وجهي
أصمتُ كراهبة
وأضحك كعاهرة
أرقص على كل الأغاني
وجنازةٌ للفرح في قلبي
ثم أصلي لله شكرا
لأنه ألهمني رقصة
تذكرني بأنني..
مازلتُ على قيد الحياة

ليس لديّ
سيرةٌ ذاتيّةٌ حافلة
لكنّني ورِثتُ شيفرةً
من سير العظماء..

في مشيتي..
كاريزما سيدات المجتمع
في نصوصي..
نسويّاتٌ كُثُر
في قلبي..
ناسكةٌ تُرتِّلُ الحُبّ
أقول الشعر
كامرأةٍ مُخمليّة
لم تنس أن ترقص
وهي تتمايلُ
بين المطبّات والحُفر
لم تنس أبدا أن تغني
وهي تلوح للفرص الضائعة
لم تنس وهي تبحث عن الحظ
أن تُعبِّد الطُّرق لغيرها

الأشواكُ والتلويحاتُ
في يديها
الأخاديد والمشاوير..
على أقدامها
الشَّعْرُ ينبُتُ على وجهها
تغور ملامحها
لكنها لم تنس أبدا
أنوثتها..

ديسمبر 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى