حميد العنبر الخويلدي - ضجيج الدمع.. شعر اعتباري

سحبتْني الجهاتُ الى حيثُ النهاية الى حيثُ لامستقرَ هناك
على خط لاترى العينُ ولا الخاطر ُولا الشغفْ
فتاهَ بي حنيني
ولم اقوَ على المواجهة ، على طالعٍ تعلّق بالجوانح
يضيءُ ويخمدُ
لعلَّ وجهاً يشرب التباريحَ كلما ضجَّ شوق العواصف بي
ولعلّ روحَ المداخل تنهض من تحت ركام ثقيل يشبه اللون
يشبه وقتاً ونجماً لايقفانِ
فما وقفا مرّةً ابداً ، منذ ان وِلِدا وسارا
تعالي لنعبر ، تعالي لنحسب محطاتٍ تعدّى بها السفر والهجرةُ
تعدى بها العشق دهراً
فلابابٌ يطردُ الريحَ الهواءْ
ولا جدارٌ يطرد لَكْنةَ الهيجانِ في اللحظة
او يطرد كدسَ البكاءْ
ضيفتي الليلةَ انثى يغار منها عجيب الورود
و نضير الزهر
يغار منها القمر
في موقفٍ اذكرُهُ ، تبارى معها و تبارى معي شيءٌ
تبارى شيءٌ عجابٌ حدَّ ان رجف الجسدُ كسعفة نخلٍ عالية
رجف لاي القدَرَيْنِ يكونُ ،،؟
لها امْ له
الاثنانِ لو وضعا بميزان مارجح احدهما على الاخر
متعادلان متساويان
لولا اني عشقتُ فَهِمْتُ هياماً لامثيل له ، وكنت اعلى مع العالين في الذروة نعم كنتُ بحق
انجررتُ اليهِ فماكان احلى منه ابدا ابدا
ولاكان اعلى منه
انه الوطن الذي تخاطَرْنا فاختلط الظلُّ بالظلِّ
فضاع ايُّنا على ركام ايِّنا ، ساقطٌ عليه مغميّاً عليه
ضاع وضعتُ معه بمعنى انا او بمعنى هو
فإن اردْتَهُ اردتَني وإنْ اردتَني اردتَهُ
ياويحي ويا ضعفي ،. و يا امتحان كياني الضليع بهما
عرق جبيني فانحنيت طوعاً وانحنى الشجر الطوال معي
زحفت حجارةٌ بالحال ، قاربت جهتي امام عيني
كأنْها تقول اَرَني حالَكَ ايها المفتول كجندي الشرف
اقترب عياناً مني ، فانا متلبّسةٌ صورتَكَ وصورته
ارني قبل ان يُمتحَنَ قلبك فلعلي الناجحة
قبلك انخلعت من سرّة امي
وها تراني عاهدتُ اشهد؟ ، ( انَّ العهد كان مسؤولا )
انَّ شراييني من شرايينه
وعصبي من عصبه وعظمي ومشاشي من مشاشه
قلت كفاكِ يابنت النور والنار
جائني امرٌ ،نعم أُوحِيَ إليَّ كالانبياء قبل ان تنخلعي
ويقترب هيكلُكِ والضوء من عيوني ، اللهم مدد
انا الطائعُ و انا الشاهدُ والمشهودُ عليه منكَ
لامفرَّ ، ايُّ موجودٍ هذا الذي يحملني فلم اغطس ،،؟
ولم اتلاشَ حتى وإنْ فنيتُ
جرّبتُ معه فاخفقتُ واعتذرتُ
نعم قَبِلَ العذرَ نعم يقبلُ
وهل أنَّ وجيهي عنده غيرُ وطن ، كدتُ افشلُ
ودرجاتي تنقصُ
وميزاني هوى ومالَ ، لولا يدٌ أشّرتْ الى جهةٍ سواء غشتني
اصغيتُ لها سمعاً
كنتُ فاعلَها
كنتُ ازددت وطرتُ حين قاربتُه ، ومن حيث لا احتسب
يمتدُّ طولي معه
ويشعُّ حسن اليواقيت والمواقيت فيه
نضِجُّ معاً لو فَرِحنا
ونبكي معاً لو حَزِنَّا
فقد كان نحتاطُ الساعةَ شهادةَ قتل بطلٍ
او نحتاطُ رفعَ علمٍ على ضريحه الجليل ،،

الشاعر
حميد العنبر الخويلدي ،، العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى