أسامة إسبر - المشّاء، على طرقاته البحرية.. شعر

أيها المشّاء،
على الأراضي المقدسة لمعابده البحرية،
يا من أسْلمَ نفسه لخطواته المموسقة،
التي تمتلك غريزةَ اكتشاف الطرق
على الشواطئ الأكثر تعرجاً للمحيط،
انظرْ،
ألا ترى نفسك،
في تلك التموّجات
التي تصنعُ لغة الماء،
في الجمل الغامضة الدفّاقة
للأشكال الموجيّة
لتقلّبات أكثر عصفاً
في الجسد البحري؟
ويا أيها المشّاء،
يا من يُصْغي لأنغام خطواته
لموسيقا سفرٍ أكثر عذوبةً،
على العتبات المُغْوية
للأماكن غير المكتشفة
ترنّ أجراس المجهول
وترفرف أجنحةُ
طيور لحظاتٍ أكثر تحليقاً
في غزو أكثر نبلاً.
هنا تعثر الروح على كنوزها
وتمنح الكنوز نفسها
دون أن يصبغ الدمُ أحجار أو إسفلت
شوارع التاريخ
التي ينقل عليها الفاتحون حمولات
طبعَ عليها القتلى خَتْم عار أبدي.
أيها المشّاء،
لم يكن العالم بحاجة للغة جديدة كما الآن،
لم يكن العالم بحاجة إلى طرق جديدة كما الآن
في أمكنة،
تحوّل فيها الذهب إلى روحٍ
والعملة إلى شهيق وزفير
تحت سلطة المصارف الأحكم إغلاقاً
لتطلّعات العصر.
أيها المشّاء الذي يسير
وحيداً، مستكشفاً
في المدينة التي تعيشُ فيها
ثمة أحلامٌ ما تزال
تُوقدُ النار فوق أيدي المشرّدين.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى