إيمان عبدالعزيز لطفي - الدرس الأول...

الدرس الأول


اسمي أحمد
أبي جبل
أمي جنية؛
تقف على رأس أبي
تهش الشياطين عن بيتنا
وتخاوي الشمس
تُقايضها على جلسة ساونا
مقابل ترميم أطراف شعرها المتقصفة ..
وتروّض بخيوطها زعّافة السقف
و"الأوتوكلاف"
تنفُض بالأولى التراب عن ملف قضيتها الراهنة " هناكل إيه بكرة"
وتعقّم بالثاني حفريات مواعظ جدتها ..

الدرس الثاني

اسمي أحمد
أبي سور عازل
أمي جاسوسة
تضع كاميرات المراقبة على نوافذ قلبي
تُذيب تسجيلا نادرا لميلاد عاشق
بأحماض معدة تناوبت عليها أصابع المحشي الدسمة ..
وتدشن مشروع تمردي "السري" في مغسلة عامة للموتى/ المواطنين الشرفاء ..

الدرس الثالث

اسمي أحمد
أبي بئر
أمي حفار
تردم فوقي كل يوم مترا مكعبا من المشتريات
ومترين من أكياس القمامة
والكتب الخارجية ..
ثم تدعي بعد كل هذا أنها تنقّب داخلي عن إله ..

الدرس الرابع

" كان وأخواتها "
كان أسمي أحمد
صار لي أسمان
في المدرسة أحمق
وفي المنزل أحمس
أصبح أبي مؤرخا
وأمست أمي مقص رقيب
ومنذ هذا الحين
وأنا أبات كأي طالب مجد في حجرة العزل الصحي ؛
ألقي اللبن في الفضاء لعل ملاكا يقتسم معي طبق الأرز باللبن
ودقيقتين من النوم ..
أذاكر جالسا
فلا تتسرب الوحدة من حفاضتي ..
وأكمل طبق البلاهة / امتحاناتي / منطقية اختياراتي
لأدخل جنة المتفوقين ..
أغسل أسناني عشرين دقيقة كل ليلة
لأعاقبها على تعرّيها لحظتين
أمام بنفسجة لئيمة
وأميط قُبلة
طوتها فتاة خيالية في غيمة آثامي ..

الدرس الخامس

أُفضّل أن نبدأ
بأبِ .. يظن أنه الكرة الأرضية
وأمٍ تبني مصنعا للزغاريد
وأنا
مازلت أحمد
الذي يلمّع زغاريد أمه في المناسبات السعيدة ..
لتغمدها في صدر الشيش الخشبي المهترئ
وتعلّق عليها الحسد الوسيم فيغوي جاراتها الدميمات ..
وتسد بها أبواب فاه أبي
قبل أن تسلكها رياح اللوم والوعيد
ياااا الله!
كل هذه الاستخدامات للحن واحد
ولم تعبأ أمي قط أني أصم!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى