عبد الأحد بودريقة - جَسدٌ تُدجِّجهُ حُنجرةُالنّار

كُن واثقًا منَ الخيال ،
اِتّحدْ بكلِّ شَيء ولا تُسمِّي أيّ شَيء !
اُسكنْ غربةً لا تُسمّى !
وإنْ سمعتَ زنْبقةً تبتكرُ صَوتها ،عندَ المساء
قلْ : هذا قَـلبي !
وإنْ رأيتَ باباً يُفتحُ في الضَّباب
لا تَنطقْ !
واعزفْ صَمتكَ لا مْرأَة تَستحمُّ في ضَوء الفجر!
هكَذا ، لن تَعرفك السَّلاحفُ الموبُوءةُ بوحَل الوَقت
أنتَ المَغمورُ بوهْم طَائر خُرافيّ
لهُ الوَميضُ يُحلقُ في صَوت القادمين مِن
خَنادقِ الحَرائق
و خَرائطُ ماءٍ تَضخُّها الرّوحُ من
مَجرّة التَّشظّي ،
وتَهتفُ لجنُون كائنات يَسكُنها
اللَّهيبُ وبَهجةُ الحُضور
لكَ حُرّاسٌ تُثقلُهم غَباوةٌ تَتأنقُ
وذئباتٌ تَحرثُ التَّعبَ
لتجُر جِراءها وسحاليها إلى خُطاك
لك هَذا الدُّوارُ النّوراني
هَذا التّصدّعُ يُضيءُ ويُغادر
جَسدٌ تُدجِّجهُ حُنجرةُالنّار
لا يُضلّلُ الخَيال
وَلا يَخون أزهارَ حدائق تغنّي
للأحبّة في المنافي
كم هي موجعةٌ أغاني الغياب
حين تغرسُ خنجر أشْواقها في خاصرةِ اللّيل !

١/١/٢٠٢٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى