عبد الأحد بودريقة - أَزْهارُ النّار

كشَرْخ فِي غَيمَة
كَرجع الصَّدى الدَّامع يَغفو
على وتَر الكمان
يَتعرّى من ثَوبِ غُربتهِ
ليَخطو على مَرايا النّار
مُرعــــــبٌ ..
وأنتَ بِلا مُزن وَلا أغنيّات
تتَقدمُ
حَطباً إلى سَواحل أجْراسِك
مُصاباً بالفَقْد وطَقْس الفَجيعَة والخَسارَة والغيّاب
لَن يَسمعكَ الآن ملاك
لنْ يأتيَ طائرُ الرُّخّ منْ دُخّان المَجاز
أو يَفيضَ من طينِ النِّسيان
ليَرسُم وتَراً في الزِّلزال
وينْدلقَ الفَراشُ فِي دارَة التَّوقُّع
وَلا عَينُ النَّهار تُبقِي لكَ مَرفَأً مِن غَيم
كُن سَفراً في كَهف مَنفاك !
كُن نَخلتكَ الَّتي
تَدمعُــ ..كَ في مَشهَد الشَّمس !
لا شَيءَ قَد يَجيءُ .. لا شَيء
إلَّا كافٌ ونونٌ يَرتَجفان
على حَافة شُبَّاكٍ يَتخاتلُ في
رَغوة مِن ضَباب
يَأتيهِ المُغنّي
ليحلُم قَليلاً ويُضيءَ الخَيَال
تَمهَّل .. !
لَنْ تَخذُلكَ أزهارُ النَّار
وَلا الصَّهيلُ الرَّابضُ خَلفَ المَرايا
يَقولُ اللَّيلُ نِسيَانكَ
وأنتَ تَرقبُ ما يَلدهُ الجَمرُ ويُحدِثُ
دَهشَ الصَّوتِ في أشْلائِك
وأنتَ تَمْنحُ هُلامَ السَّفر أسْمَاءهُ مِن رمَاد
وَتَهمِي في قَوسِ المَطرِ البَعيد
كَطيور جَريحَة تُهاجرُ،
تَشقُّ قَلبَ الريَّاح سَائلةً سُلالةَ اللَّيل
عَن كتاب الدَّمع والنَّاروالدَّم
عَن مِمحاة الزَّمن فِي وَجهها ..
وعَودَة الفَاتحينَ مِن نافذَة البَحر
وهَندسَة قُطعان النَّفط والقَبائل
فَمنْ ذَا يَأتيهَا بمَوج يُبلِّلهَا فِي التَّأويل
أو يَجترحُ مِن حُنجرَته غَيماً لصَوتها ؟
مَن ذا يَأتي منَ الخَسارَات وتجَاعيد الدُّروب..
ويُكوِّنُ رَسْمنَا وصُورتهَا في وَعدِ الشَّمس ؟
مُنهكٌ هُو البَحرُ ومِزقٌ هيَ أشْرعَتي
صَريرُ الغُبار يَدقُّ أبوابَ الرُّوح
والأنوارُ تَسألُ عن لُغةٍ لهَا فِي تَاريخِ المَاء
النَّصْلُ في الخَاصرَة
دَليلُكَ غَارقٌ في الظلَال
مَخنوقٌ باللَّيل وبمَا زادَ من المَوت والفَتوى
والطبولُ وَحدَها تَيّاهةً تَلغطُ
فتمهَّل ..!
وليُصقَلِ الضَّوءُ
بذَخيرَة الدَّم
بالرُّؤى المَشحُونَة بصَرخَة الكَائن
وعُيون مَن عَبرُوا الجسرَ
ليَحرسُوا هَامةَ الصَّوتِ والرَّسَائل
وَتَنشَأ فينا الأجنحَة
شَمسُنا بَعيدة .. ونَحتاجُ إرادَة المَاء
وأنبيّاءَ الأرضِ والحَجر.. وأشجَار الرَّغبَة
ومِرآةً مِن لَحمِنا
لنُجهِّز كَثيرا منَ
الظَّلام فينا ونُرسلَهُ إلَى فُرن العَدم
تَمهَّل ..!
وارجعْ من غَيم مَن تَمزَّقَت أقدَامهُم
وأوقدُوا الحُضورَ فِي أبواب النُّون
وغُرف الجَحيم !
لئَلّا يَفرغَ الحُلمُ منَ الهَواء
وَتظلَّ فِي شُرفتنَا وَردَةٌ للحيَاة
فَلا تَعلقْ فِي فَوضَى الظِّلال وخُدعَة
عَناكبِ الوَقت
واحذرْ أغَاني الذِّئاب ..!
ثَمةَ أجْراسٌ ورَاء ضَوء الشِّعار
ونشيدٌ أعمَى
للتَّوزعِ فِي أجزَاء الأسْماء
كنْ واقفاً في نداءكائِن الآفاق
ولستَ تَنسى عَينك في المرآة
وتَجليّات يَلمعُ فيهَا نهرٌ رماكَ بوَعد رُؤيا
فَتمهَّل ..!
لَن تَخذُلكَ أزهارُ النَّار
لَن تَخذلُك
أَزهارُ
النّار ..!
مارس 2014

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى