أمل الكردفاني- جزيرتك الحالمة.. قصة ترفيهية..

- إنني رجل حالم يا حبيبتي، رجل حالم ورومانسي. لماذا لا تصدقين ذلك؟
قال لخطيبته التي تصغره في السن بثلاثين عاماً على الأقل، والخواتم الذهبية تملأ أصابع يده التي يمسك بها سجاراً كوبياً يكاد يمضغه بأسنانه الصفراء.
الفتاة العشرينية كانت تجلس على الأرض وتسند خدها الأيمن على فخذه.
- عشت سنوات عجافٍ في حياتي، لم تصبح يدي ناعمة حتى اليوم..لقد نحت في الصخر.. اشتغلت في كل شيء.. في تهريب السجائر والكحول.. في بيع الزئبق.. في تداول العملات في السوق الأسود.. صنعت شبكة من الفاسدين الحكوميين..وأصبحت جزءً من شبكة عالمية تدير شؤون هذا العالم لكي يكون مستقراً فيخدم مصالحها أو ملتهباً ليخدم مصالحها أيضاً..
تثاءبت الفتاة، فأطفأ السجارة على منفضة فضية قرب الكرسي الخشبي الوثير.
- ها أنتِ ترين أنني أعيش في هذه الدولة الأفريقية الفقيرة البائسة كما لو كنت أعيش في دولة أخرى..
همست: لا أحبها..
قال: لكنني أوفر لكِ كل شيء..
قالت بسخط طفلة: قبيحة..لا أحبها.. أريد أن أعيش في دولة أكثر رقياً من هذا التخلف...فلنذهب إلى دبي...أو هاواي.. ها..وا..اي..
قالتها بأسلوب حالم..فظل صامتاً لبرهة.. ثم قال:
- هل تحبين البحر؟
هزت رأسها وماءت كالقطة..فقال:
- سأبني لكِ جزيرة بحرية..
رفعت رأسها وتأملت وجهه بعينين واسعتين ذات رموش كثة:
- حقاً؟
ابتسم بحنان ومسح على شعرها:
- حقاً يا حبيبتي..
ثم أزاحها عنه ببطء وقال:
- لم اعتد على تأجيل تحويل أقوالي إلى أفعال..
تعلقت على ظهره وهي تحيط رقبته بذراعيها بسعادة.
- سأطلق عليها اسمك..
ثم رفعها من خصرها ووضعها على درج مكتبه وأجرى اتصالاً بالهاتف:
- تعال فوراً..
...

ارتدى أشرف ملابسه بسرعة ثم عقد ربطة عنقه بعناية، وحمل حقيبته السامسونايت السوداء بيمينه، ثم استقل سيارته منطلقاً إلى موكله بسرعة.
- الساعة الثانية عشر ليلاً ماذا يريد مني في هذا الوقت؟.. لابد أنها مصيبة.. أتمنى أن يكون جميع الأصدقاء مستيقظين حتى ننجز له العمل بسرعة.. هل حجزت الحكومة على ممتلكاته؟ هل اكتشفوا صفقاته الفاسدة في الخارج.. اللعنة ماذا هبب هذا..
لم يكمل همسه لنفسه لأنه خشي أن ينعت مخدومه بلفظ سلبي يؤثر على علاقته به.. فالكون يستجيب للأفكار السلبية التي تدور في خلد المرء.. وهو لا يريد فقد مورد رزقه..إنه يؤمن بذلك..
فتح الخفير البوابة الضخمة للقصر، وعبر هو بسيارته في ممر مرصوف بالطابوق الأحمر تحفه أشجار مظلمة، ولكنها منسقة بعناية. هكذا حتى بلغ بوابة المبنى العالي. فأوقف سيارته وبقى فيها قليلاً ليستجمع نفسه وأفكاره ويسترد ثقته بنفسه كمحامي كبير. بعد ذلك استنشق هواءً بارداً وزفره ثم دفع باب السيارة وخرج وصوت حذائه على الأرض المعبدة يزعجه.
دق على الجرس فجاءه صوت خادم السيد:
- نعم..
- أنا أشرف المحامي.. السيد ينتظرني..
أغلق الخادم السماعة ومضت برهة قبل أن تفتح خادمة عجوز الباب.
لم تفقد صالة الإستقبال الفاخرة الواسعة بهرجها في نظره أبداً.
- إنه ينتظرك في مكتبه..
رمش بجفنيه وصعد السلم الحلزوني الواسع، وحاول بقدر الإمكان أن لا يصل إلى مكتب السيد وهو يلهث. تنحنح قليلاً ثم طرق الباب.
- أدخل..
دفع الباب ببطء فأصدر أزيزاً خافتاً مثيراً للرهبة، وولج بقدمه اليمنى بسرعة.
كانت العشيقة الصغيرة تجلس فوق فخذ العاشق العجوز، وترمي برأسها على صدرها.
- اجلس يا أستاذ أشرف..
همس السيد لعشيقته فغادرت المكتب.
- ما قصة الحكم الأخير يا سيد أشرف..
- هو حكم ابتدائي سنستأنفه يا سيدي..
أشعل السيد سجارته مرة أخرى.
- ماذا حدث في الجلسات السابقة على الحكم؟
- قدم الإدعاء قضيته وقدمنا قضيتنا.. كان شاهدهم الأقوى هو ذلك المهندس الصيني..لكننا أضعفنا شهادته..
- من أنتم؟
ارتبك المحامي قليلاً وحلَّ القليل من ربطة عنقه بحركة متوترة:
- أنا يا سيدي.. أقصد أنا..
- هة..حسنٌ..لكننا خسرنا في كل الأحوال..
- القاضي ليس على قدر المستوى.. ستذهب القضية لمستويات أعلى وستفهم وجهة نظرنا القانونية..
سند السيد ساقه اليمنى على ركبته اليسرى وقال:
- هل كان القاضي نزيهاً..
هز اشرف رأسه:
- نعم يا سيدي.. من النادر أن يكون هناك قاضٍ مرتشٍ في هذا المستوى القضائي..
- حسنٌ.. فليكن.. لقد طلبت حضورك لتجهز لي رؤية قانونية حول انشاء جزيرة اصطناعية..
- جزيرة؟!
ندم المحامي على السؤال المندهش، ولكنه لم يملك إعادته إلى فمه. مع ذلك تفهم السيد دهشته:
- نعم.. جزيرة صغيرة.. سأطلق عليها اسم منيرفا..
كاد أن يسأله: ولماذا لا تشتري واحدة أو تحصل عليها من الحكومة لكنه كان يعرف أن السيد لا يحدد خياراته بشكل اعتباطي..
- أريدها جزيرة لها قوانينها الخاصة.. جزيرة لا تخضع لحكم أي دولة في العالم..
قال المحامي:
- لن يكون ذلك إلا في أعالي البحار..
صمت العجوز فأضاف المحامي:
- إذا سمحت لي بالاستفاضة قليلاً.. هناك اتفاقية دولية بشأن تنظيم البحار في العالم..وهي تحدد لكل دولة حدود سلطاتها على البحر.. فالدول التي لديها سواحل بحرية تمتلك حقوقاً كاملة على مياهها الإقليمية التي تمتد إثنا عشرة ميلاً بحرياً، ثم هناك المنطقة الخالصة والتي تمتد بعد المنطقة الإقليمية لعدة أميال أخرى.. أما المناطق التي تتجاوز هاتين المنطقتين فهي أعالي البحار حيث لا تستطيع اي دولة فرض سيادتها عليها.. لكنها تستطيع أن تنشئ جزراً اصطناعية وفقاً للمادة السابعة والثمانين من الإتفاقية مقروءة مع المادة الستين منها...وسأدرس إذا ما كان من الجائز للأفراد أن يفعلوا ذلك أيضاً فقد سكتت الإتفاقية عن ذلك... غير أنني أرى أن ذلك مكلف جداً يا سيدي..ليس فقط تكاليف الإنشاء بل لأن تلك البحار عميقة جداً بحيث لا يمكن وضع أساس متين لها على قعر البحر، فضلاً عن الحصول على خدمات الكهرباء والماء والاتصال بأقرب دولة، كما أنك ستحتاج لاعتراف دولي بالجزيرة لتتمكن من إنشاء مصارف ومطار أو مهابط ومن ثم الانتقال من الجزيرة لدولة أخرى.. إنها مسألة شديدة التعقيد يا سيدي..
قال العجوز:
- أسألك من الناحية القانونية.. هل هناك ما يمنع قانوناً من إنشاء تلك الجزر في المنطقة التي أسميتَها أعالي البحار؟
رد المحامي بسرعة:
- لا يا سيدي.. وآسف لتجاوز حدود استشارتي..
كانت السجارة الكوبية قد انطفأت ولم يُعد الرجل إشعالها.
- إنك تملك ذهناً منظماً يا أستاذ أشرف..
- أشكرك يا سيدي..
قال السيد مبتسماً:
- ويبدو أنك فكرت في بناء جزيرة لك من قبل؟
ضحك المحامي بتوتر من تلك السخرية التي لم يكن يحتاج إليها لتذكره بواقعه الاقتصادي.
تجهم وجه السيد وقال:
- حسنٌ.. أريدك أن تضع لي تصوراً قانونياً متكاملاً حول إنشاء هذه الجزيرة..من إبرام عقود الإنشاءات مع شركات المقاولات المختلفة..وانتهاء بالجوانب القانونية للاتصال بموانئ دول العالم.. ويمكنك الاستعانة بالمهندسين أيضاً.. وستكون ميزانيتك مفتوحة ولكن تحت رقابة مدير حسابات مكتبي.
لفح الهواء البارد وجه المحامي وهو في سيارته، وبدا ساخطاً وهو يحدث نفسه:
- عشق الصبايا في مثل هذه السن يكون خطراً.. ربما يفقد أمواله.. القانون يحمي القليل من هذا الطيش البين لكبار السن ولكن ليس على وجه مطلق.. يجب أن يتم وقف هذا العجوز المتصابي الذي فقد عقله.. ولكنه بلا وريث شرعي..ربما تنجب له هذه العاهرة الصغيرة وريثاً..
ثم ضاقت عيناه..
المهندس الذي لجأ إليه المحامي أحاله إلى مهندس آخر يملك شركة هندسة بحرية صغيرة، قال هذا الأخير وهو ينزل نظارته قليلاً من فوق أنفه:
- جزيرة؟!
ثم أضاف:
- يبدو أن صاحبك العجوز قد أصابه الجنون أو الخرف..
ثم أضاف:
- التقيت به في الجيش، كان صديق القائد وعرفت أنه لم يتزوج ولم يخض قصة حب واحدة.. حينها خطر لي خاطر غريب..وهو أنه سيسقط على انفه.. ويبدو أن ذلك قد حدث بالفعل..
لم يكن المحامي يرغب في خوض تفاصيل خاصة بموكله. لذلك عاد من شروده عندما ولج المهندس الكهل لب الموضوع:
- المسالة معقدة..لكن بشكل عام..لا يمكنك بناء جزيرة إلا عبر توسعة لجزيرة أخرى أو البناء فوق الشعب المرجانية أو دمج بعض الجزر الطبيعية مع بعضها البعض بجزر أخرى اكبر..
- وعملية البناء؟
أخرج المهندس علكة من جيبه، وفض قصديرها الفضي وقال:
- علكة نيكوتين..هل ترغب في واحدة؟..
- لا شكراً..
- البناء يتم بشكل عام من ثلاث مراحل، الأولى هي علاج قاع البحر عبر تسويته وهذه مسألة فنية شاقة نسبة للأمواج الشديدة ولذلك تحدث لها معالجات كتسريع تصريف الرمال مثلاً، ثم هناك مرحلة بناء جدار البحر لتقليل التآكل الناجم عن الطرق الموجي. ثم هناك مرحلة الملء بالخرسانة وهناك تقنيات عديدة تساعد في ذلك كتقنية الضغط الاهتزازي لتجنب التميع. مع ملاحظة أن الحفاظ على البيئة البحرية اتجاه عالمي قد يؤثر على قرارات التشييد.
دار المحامي بسيارته عبر الصينية المركزية التي تصل الأتوستوراد بالشارع الفرعي، وهو يفكر في ترتيب تقريره القانوني غير أنه لمح الفتاة تهبط من السيارة الرياضية التي يتجاوز ثمنها بضعة ملايين من الدولارات..فأوقف سيارته وتتبعها إلى داخل المول التجاري دون أن يعرف السبب.
كان يتاملها من على البعد وهي تجلس على الكوفي، وتحتسي مشروباً تمسك كوبه بكفيها الصغيرين.
- آه.. سيدتي..
رفعت عينيها إليه فعرفته ولكنها لم تبتسم..
- ارجو أن لا اكون قد أزعجتك..
ظلت صامتة بلؤم انثى تخشى على مصيرها.
- حسن.. أرجو أن تبلغي تحياتي إلى السيد.. إنها فرصة سعيدة فمكتب صديقي بالطابق العلوي..
كانت تخشاه، هذا ما شعر به من عينيها المتحفزتين كنمرة شرسة. وكان عليه هنا أن يعيد تقييم وضعه. إن امرأة تكرهك تمثل حفرة في الظلام.
ضغط على أسنانه وغمغم بسخط:
- اختلقتُ عداوة من العدم بلا مبرر.
ذهب إلى الحمامات وغسل فروة شعره وأعاد هندمة ملابسه، وعند العودة رآى شاباً أصلعاً يجلس إلى جوارها.
همس:
- أمسكتك...
ثم قال:
- ولكن ليس بهذه السرعة..
...
- هل فهمت..
رد الشاب:
- أحتاج مالاً كثيراً لتنفيذ هذه المهمة..
- سيارة وملابس رياضية غالية الثمن لتكون مقنعاً في تلك المناطق الفارهة.. كميرات جيب حديثة صغيرة.. أريد صوراً واضحة..ولا تحاول التعرف إليها فلديها حبيبها.. والمرأة ليست كالرجل.. لديها في الغالب حبيبٌ حقيقي واحد..
خرج الشاب وقد وجد فرصة للتباهي بسيارته الحديثة مع اصدقائه، أما المحامي فكان ينتظر بفارغ الصبر.. لقد جمع كل البيانات والمعلومات اللازمة لإسقاط الفتاة... وكان يشعر بأن الزمن يداهمه.. حتى جاء ردها على رسالته في شكل سؤال:
- أين؟
والتقى بها في مزرعة بعيدة.
- شاهدتِ الصور؟
أومأت برأسها..
- إذاً فأمامك خياران..
سألت بثقة تخفي الرعب داخل أجفان محمرة:
- ما هما؟
- إما أن يتوقف كل شيء هنا.. أو يستمر..
ضحكت بتوتر وقالت:
- هذا بديهي..
قال:
- هل أنتِ حامل؟
هزت رأسها نفياً وهي تزدرد غصتها.
- إذاً فسيكون الطفل مني أنا.. طفلي..
ثم أضاف:
- وحبيبك الأصلع..عليه أن يختفي من عالمك..
ثم أخرج أوراقاً من حقيبته ومدها إليها:
ستقضين ساعة لقراءة هذه الأوراق قبل التوقيع عليها وسأنتظرك..
قالت:
- لن أقرأ شيئاً.. لم يعد ذلك مهماً بعد الآن..
ثم أخذت توقع عليها وشعرها يتهدل مخفياً ملامح وجهها المكتئب.
إن كل شيء يسير على ما يرام.. قال ذلك لموكله، وهو يمد إليه بأوراق التقرير:
- تصور قانوني شامل يا سيدي..ويبدو أن المسألة ليست صعبة كما كنتُ أتصور في بادئ الأمر.. هناك شركات عديدة أبدت استعدادها للقيام بالمشروع..
- هذا جيد..
قال السيد:
- إنك محام مجتهد يا أستاذ اشرف رغم صغر سنك.. إنني سأجعلك ذراعي الأيمن في كل شيء..
- أتشرف بذلك يا سيدي..
- ليس فقط في مشروع جزيرة منيرفا الحالمة بل حتى في مشروعي الأكبر..
لمعت عينا المحامي، فقال السيد:
- مشروع ابني الذي سيكون من صلبك..
نبض قلب المحامي بعنف..
- لا تخش شيئاً.. هل تحسب أنني أصبت بالطيش بسبب منيرفا؟.. لا يا سيد أشرف.. فأنا عجوز.. له خبراته في الحياة.. ليس في الحياة العادية.. بل الحياة في عالم المال.. إن هذا المال هو شريان هذا العالم.. هو الذي ستقابل فيه كل الخير وكل الشرور.. الموت والميلاد..الضحك والبكاء.. العظماء من الملوك والعباقرة.. وأيضاً الجهلاء والهمج.. عالم المال هو الذي يحرك الحروب ويؤسس لهدنات السلام... فهل تظن بأنني لا أعرف شيئاً عن قطتي الصغيرة هذي؟
أخرج العجوز مظروفاً وقال:
- خذ هذا هو ورقك الذي كان بدرج مكتبك والذي وقعت عليه المسكينة.. وهذه أيضاً الصور ونسخ من بريدها الإلكتروني ورسائل جوالها لحبيبها الأصلع..ومحادثاتهم.. وهذه الصورة المضحكة لك وأنت تلتقي بها في المزرعة.. وهذه أيضا لكما وأنتما في الغرفة.. لا بأس بك إنك تنجز كرجل..
كانت دماء المحامي قد تخثرت بالثلج. وانهار صرح أحلامه ليحل محله الفزع. فقال بصوت مخنوق:
- لن تستطيع قتلي..
قال العجوز:
- استطيع قتلك والآن.. هل تريد أن تتأكد..
وقهقه ضاحكاً..
- لا أحد يلتقي بموته ولذلك لن تتأكد أبداً.. لذلك كل ما عليك فعله فقط هو أن تستمر في تمثيل دورك.. عليك أن تنجب منها..
- إذاً فأنت؟
- أريد وريثاً لهذه الامبراطورية..وسأجعلك وصياً خاصاً عليه وعليها..
حاول المحامي رفع جسده والمغادرة.. ولكنه قبل أن يفتح الباب سمع العجوز يقول:
- انجز مشروع الجزيرة بسرعة فهناك رجال أعمال كثر ينتظرون إيداع أموالهم في بنوكها بعد تضييق المجتمع الدولي عليهم..
ثم أضاف ضاحكاً:
- لقد وضعوا هم أنفسهم هذه المبادئ القانونية وهم الآن يحاولون الإلتفاف عليها.. لذلك اسرع بانجاز مهتمك..

لكن لا شيء في هذا القصة حقيقي، إنها قصة خيالية تافهة كما أرى.. عندما يفقد الكاتب تألقه فإنه يكتب كيفما اتفق.. لذلك كتبت هذه القصة كنوع من تجاوزي لأزماتي الشخصية.. أزمات كلها تصب في خانة المال.. وكما قال السيد في قصتي هذي، فالمال هو شريان الحياة.. صحيح أننا نستطيع أن نتحدث بشكل مثالي، ولكن المثالية لم تكن أبداً الحقيقة.. إن الحقيقة قبيحة دائماً ولذلك نحاول إخفاءها بشتى الطرق، مثل الذهاب إلى السينما.. معاشرة امرأة.. كتابة قصة تافهة كهذه تداعت في ذهني بلا ترتيب ومن ثم لم أجد لها نهاية مناسبة.. إن النهايات كلها لن تحقق فائدة لشخصيات هذه القصة.. فلو قتل السيد المحامي والصبية بعد انجابها فلن يفيده ذلك شيئاً .. لقد ذهب المال لغريب أيضاً.. لو استفادت الفتاة من موت السيد وحصلت على المال فإنها ستحيا ككائن يشعر دوما بكرهه لنفسه.. لو حصل المحامي على المال.. لو حصل المحامي على المال؟.. هذه هي النهاية التي تسعدني بالطبع.. باعتباري محامياً.. إذاً فلتكن هذه هي النهاية ولتحاولوا تخيل حبكتها بأنفسكم..

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى