محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - برعي

برعي
ليس كما يظنون
ليس شجاعاً كفاية ليتبول واقفا في المُقدس من الجرح
لكنه يهدد بعضوه فحسب
وهو ليس ذكياً بما يكفي ليفهم ما تقوله القطط عن السلام
وعن بيوت
لها اطفال يهدهدون الفرو
بالاصابع البنفسجية الالتقاط
وهو ليس ساذجاً ابداً
وإن بدا باسنانه التي تقضم الكلمات ، وانفاس الاشخاص ، وقصصهم المهترئة والفاترة عن انتصارات الحب
وإن بدا ساذجاً بعض الشيء
وهو يرفع اصابعه الهزيلة مطلقاً ضحكة تشبه الاختناق
عندما تود القراءة لبرعي
اغسل يديك بالوحل ، واتسخ بقدر ما يمكنك
لأنك بحاجة الى أن تتحول لمجنون او سكير
لتفهم كم يكره هو الابيض والموت ، والصلوات المهذبة
عليك أن تكمل كأسك العاشر
لكي لا تجرحك عيناه الهزيلتان الضائعتان في صفقات ربوية مع الرب
حول اجتراح النيزك للمدينة الخسيسة ، ببيوتها التي تفتقر المنافذ ، بالمقابض الحديدية التي لا تفاوض متلصصا حول النساء الساخنات
في الغُرف البعيدة عن الطرق
وعليك ايضاً
أن تحترم جميع المومسات ، والنساء الصالحات فيما يتعلق باختصار الجُمل
في ( نعم ولا )
النساء اللواتي يستهلكن عدة ساعات في فراشك ينصتن فحسب
لهزائمك فيهن ، لاشعارك المترهلة بالسموم ، لاوجاعك في ثدي الأم الذي ارضعك الطفولة من الانف ، لاستسلامك لمقبض الأب في الطريق الى مصلاية الجد ، لانزياحك من نافذة الباص الذي اودعك للرصيف مبللاً بالشتاء
برعي
دائماً ما يقول اشياء لا تُفهم بسهولة
في الحقيقة هو يبكي بطريقته فحسب ، يبكي بنرجسية شاحبة
يبكي اسنانه التي لم تكف يوماً عن مضغ
الاحزان النيئة
يبكي افتقاره للحب الذي لا يكلفه اعتذارا
عندما تقرأ لبرعي
يجب أن تكون سيئاً جداً ، وحزيناً جداً
ومن الافضل
لو كنت مُجند سابقا احالته الاعاقة
ومن الافضل ايضاً أن تكون ناجيا وحيدا من تحطم طائرة
او فقط فاشلا متمرسا
في تعاطي الكلمات اللطيفة
والا ستنجرح بشدة من هكذا ازدراء ، اللطفاء يقرؤون لعزوز ، ولعدد من الشعراء الرديئين
برعي يخاطب الجُثث عادة ، او المؤجل من الجثث
عندما تقرأ لبرعي
تذكر
أن تستخرج ملاحظاتك ، مثل اورشته مريض
ستحتاج حقاً لهكذا وجع
وانت تفتح سيقانا نحو بوابة الانتقام من الحيوان فيك

عزوز
  • Love
التفاعلات: سالم عقراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى