قصة ايروتيكة محمود شقير - مثل آدم وحواء

طقس


كنت أتصبّب عرقًا والحرّ من حولي لا يطاق.

اقتربت مني وهي ترتعد من البرد، ومطر الخريف يبلّل شعرها.

سألتني: هل تبادلني حلمًا بحلم؟

انصعت لرغبتها، ولم أبتعد.

وحين رأيتها تتصبّب عرقًا التصقتُ بها وأنا من البرد أرتعد.



قمة الجبل


هبطنا نحو الوادي، وكان الدرب بالغ الانحدار.

قالت: هذا الدرب يشتّت حلمي.

قبضت على يدها وقدتها بحذر، ثم قلت: دعينا نحلم بأننا نسير في سهل فسيح.

حلمنا بالسهل وقالت إن جسدها ما زال عالقًا في الدرب المنحدر.

قلت: نصعد إلى قمة الجبل، حيث الهواء العذب والشجر الكثيف وطيور الحجل.

شرعنا في الصعود، وبقينا طوال الليل، نحلم بأننا نوزّع وقتنا على حلمين: واحد للوادي وآخر للجبل.



ركض


قالت لي والغيرة تشعل قلبها: هذه الممرضة تترك المرضى في أسرتهم وتخرج معك. قلت: لست وحدي معها. وقلت: ربما قادها إلى ذلك حلم مجنون، وربما كانت بحاجة إلى هواء رهيف.

ركضتْ ليس حبًّا في الركض وإنما لكي يتبعثر جمعنا. لكنني بقيت أنا والممرضة نمشي معًا على الرصيف. ثم وجدتني أحلم حلمين في وقت واحد: حلمًا للممرضة التي تمشي إلى جواري، وآخر لها تلك التي ركضت لكنها لم تبتعد.



نسل


كنا عاريين مثل آدم وحواء. وقفنا على مرتفع من الأرض وتأملنا المدينة النائمة في اطمئنان، حيث لا غزاة ولا حروب. قالت: الناس نائمون وثمة هدوء عجيب.

قلت: لم يعد على هذه الأرض أحد سوانا، وعلينا، أنا وأنت، أن نبعث نسل البشر من جديد.

ترددت ثم قالت: دعني أتفحّص حلمي جيدًا. ربما كانت هناك نساء أخريات.

بعد برهة هزت رأسها وأزاحت شعرها المترامي على صدرها وقالت: ما تقوله صحيح.

وكان علي أن أجمع حلمي إلى حلمها في حلم مريح.



عشب


كنا نجلس معًا على بساط من عشب في بقعة نائية غنّاء. أكلنا وشربنا في حلمنا ما لذّ وطاب من طعام وشراب. قالت: مثانتي امتلأت ولا وجود لمراحيض في هذا الخلاء. قلت لها: افعلي مثل القطط.

قطبت جبينها وهزت رأسها باستعلاء، وقالت: ماذا لو مرّ عابر سبيل ورآني؟

قلت بعد أن أعيتني الحيلة: بولي في سروالك، وأنا آخذك إلى النبع لأنقع جسدك في الماء.

راقتها الفكرة التي أعادتها إلى طفولتها، وحين همّت بتنفيذها تنطّح لها حلمها وحذّرها من مغبّة هذا الإغواء.



أطفال


في الليل، والناس نيام، حلمت أنني أنسلّ من جوارها لكي أطمئن على أطفالنا الأربعة.

لم أجدهم. عدت إلى السرير ووجدتها تقتحم حلمي لتقول: أنت تبحث عبثًا عن أطفال لا وجود لهم.

قلت: لكنني وجدتهم في حلم سابق، وعدلت الغطاء على أجسادهم.

قالت: ربما كان ذلك في فصل الشتاء، ونحن في فصل الصيف الآن.

قلت في مناكفة مقصودة: سأحلم أننا في فصل الشتاء لكي أتفقد أطفالنا وأمنحهم الدفء والحنان.



سرير


نمنا في السرير. أنا على اليسار وهي على اليمين.

بعد ساعة، راحت تبحث عني في حلمها، ولمّا التقينا أخبرتها بأنني أبحث عنها لأنني لم أجدها في حلمي.

قالت: حلمت بأنك غضبت مني لأنني طلبت منك أن أنام على اليسار وأنت على اليمين.

قلت: وأنا حلمت أنني اقترحت عليك ذلك ثم وجدتك تغضبين.

ابتسمت في حلمها المديد، وبقينا نتبادل المواقع مدة ساعتين أو يزيد.



مصعد


ركبنا في حلمنا مصعدنا العتيق.

سألتني في نزق وضيق: أين نمضي؟

قلت: إلى أعالي السماء.

أدارت وجهها عني لتشعرني بأنها غاضبة. قلت لكي أسترضيها: نمضي إلى حيث تشائين.

قالت: أعدني إلى السرير، بي رغبة في حلم رشيق.

أعدتها من دون إبطاء، وكان المصعد يصعد فارغًا نحو غاية ما.



مزاح


حلم طائش رمانا تحت شجرة أصلها ثابت وفرعها صاعد نحو السماء. قدتها من يدها وهي تبدي ترددًا وتقول لي: دعنا لا نبتعد. وأنا أقول لها: تعالي معي ولا تخافي. تسلقنا أغصان الشجرة ورحت أقطف لها الثمر، أقشره وأضعه في فمها، وهي تأكل في تلذّذ واستمتاع.

حين شبعتْ واكتفت التقطتُ ثمرة وقذفتها نحوها، وهي التقطت ثمرة وقذفتها نحوي. ثم تقافزنا مثل قرود الغابة من غصن إلى غصن، ومن شجرة إلى أخرى حتى أدركنا التعب جرّاء هذا المزاح. وكان علينا أن نحلم حلمًا آخر يعيدنا إلى السرير قبل انبلاج الصباح



.

صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى