محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في اللحظة التي، أفلتت فيها يدي،

في اللحظة التي، أفلتت فيها يدي،
في اللحظة التي كف فيها البنفسج عن الركل بين أصابعنا،
أصابعنا التي تتنسم الدفء في التشبث،
في اللحظة التي جلست على الحافلة،
دون أن انظر لساعة اليد،
في اللحظة التي دُست فيها على فمي بكلمة ، وانجرحت
في اللحظة التي
قلت لها توقفي في سري،
وفي العلن تولت الأذرع مهمة التلويح،
في تلك اللحظة،
في تلك اللحظة بالذات كُنت مُوقنا بأنني احتضر،
لكنني لم
أمت،
عُدت إلى المنزل ككل مرة،
شربت الشاي ولم يكن مُرٌَاً،
جلست على المقعد ولم يشك أن مؤخرة غيري هي ذي،
أمسكت كتابًا وقرأت بذات النهم،
ثم نمت،
أجل نمت،
صحيح أنني استيقظت مفزوعاً ، يدي مبللة بالعرق،
ويدا ما كانت تسحبني
لهاوية جائعة،
وعتمة زرقاء كثيفة، حد أنني كُنت أمزقها بيدي لأفلت ...
لكنني استيقظت
ولم أكن مجنونا ...
وصحيح أنني
حاولت أن أتصل بها ليلاً ، أحذرها من التلصص على حلمي،
" ليس من الأدب أن تقفز لحلم أحدهم "،
حتى ولو تعمد ترك النافذة مفتوحة،
لكنني لم أمت
عندها أدركت
أن موتي تطبخه ملائكة ذات أذرع ضخمة
وآلهةْ،
الكثير من الآلهة الماكرة ، يحيكون سيناريو المعجزة ...
ستصطدم بي سيارة ، ساخسر ذراعًا ، أو عينًا ، أو حتى قُدرتي على النوم على جانبي الأيسر
سأسقط في بئر ...
وحين أخرج ، أكون قد نسيت فمي
ستسرق داعرة عضوي الحميم ، الأجهزة الامنية ستسلبني نافذةً ونومًا
و فكةَ أحلامٍ لا تكفي لخبز أمي...
ستستعير طريقي لتسير
سأتلقى عِدة رصاصات ، تثقبني في كل مكان، وينجو رأسي وصدري فحسب ...
وهو ما يكفي لأشبه نبيًا ما ، قاتل ما استطاع، و سخر من يد الموت المدهون بالبصاق ، أو الزيت البشري
وحين أجلس مساءً في المقهى القريب ، أراجع ما تبقى مني ، أسناني المتبقية ،
ما يكفي لمضغ حبيبة صغيرة ، دون أن تعلق
بقلبي وهو يغلق أنفه ، من رائحة الشواء
أجلس وكأنني ربحت معاش التقاعد أخيراً ، كمنتصر
سافتح كتابا ما التقطه مُصادفة
عندها ، وانا أشعر بوجهي يصبح لاسع اللون، سأموت
مُسممًا بنصٍ رديءٍ

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى