عبد الحميد شكيل - عزف البحر..

كان البحر ..
يتمدد على أعمدة الدخان..
كان النورس..
نجمة زرقاءعلى ساحل الضوء..
كان الصياد الأقرع..
يشحذ سكاكين الزرقة..
كان الموج الساذج..
يصفق لحيتان ملسوعة،بزفير الماء..
كان الوقت..
يتأرجح على عيدان الضوء ..
كان الرمل..
يعبر مراكب ،تلهج بالأشواق..
كان الزورق الأعمى..
يرفس ظل الشاطىء..
كان الطفل الأمرد..
يلثغ بنوار الأصقاع..
كان الفنار..
يؤشر ظل الغربة..
كان الليل..
ستائر قزح على أديم أرقط..
كان الصخر..
يدمدم في مغارات الزقو..
كان البَحّار..
يخط أثلام الرحلة،
ويغني لغرابات الطير..
الهاطل من غيم آفل..
يمر إلى سعف النخل ..
على حدود البرزخ..
لليل..سراديب اللغة،
وموازين الظن العالي..
لا فجر في عتمة النص،
لا سرديات ..
على عتبات الموتى..
كان الضوء الأحمر..
يعلو على منصات الصفرة..
لا شيء يتململ على عواء الفطنة..
كنت وحيدا..
أحفر في غلس الممشى..
أعيد تدوير النبرة،
أجيء من برق الرعد،
ومن كيمياء الأصوات..
كان البحر سماء..
كنت الصمت..
ومرايا الشطح ..
على حدود الناي..
كانت السيدة الفارعة..
تنسج بردة الوقت..
وتغني لصباحات الطل..
لا صمت في صنوج الدراويش..
وهم يكتبون أوراد العشاق..!!
كنت وحيدا جدا..
أبحث عن وطن يتناسل،
في مرايا الضوء..
وأحابيل الأسرار..!!
يهدهدني بأغاني الطير،
ويطعمني بأغاريد الأنهار..!!


عبد الحميد شكيل / عنابة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى