عمر حمش - خلوتي

هي مملكتي، كبستانِ ليلكٍ صامت.
تعجّ بالسكينةِ، بلا قابضٍ، ولا كلامٍ يطيرُ كأسنة رماح.
خلوتي ميداني، ومضجعي.
كل شيء إليها يأتي، ويرف بأجنحة حمام.
أمي المفارقة تعود تعجن الطحين، وتقلي خبزنا بزيتنا ..
أبي في ركنه، ساقٌ على ساق، يشدو بتغريبة بني هلال.
كل شيء ساكنا يجيء بلا ضجيج. وأعودُ فرخَ نسرٍ، يغتنمُ مع الرفاق ثمار أشجار ..
وبطاقةُ الطعام البيضاء تعود، والموظفون السمان يخرمونها لأعبر الزحام.
خلوتي حدائق ..
خلوتي مكائد ..
أهنأ بها، وأبتسم كمجنون في الخفاء ..
لساني لسانان، واحدٌ لهم، وآخر لي.
بصري بصران، واحدٌ يراهم، وثانٍ يرى كائناتي ..
يحدثوني؛ فأحدثهم ..
كائناتي قومي، وأنا الهانيء، والمتصارعون يقولون:
مجذوب.
ويقولون: متعالٍ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى