حسنة أولهاشمي - النَّوَارِسُ لَمْ تَعُدْ. شعر

تُورِقُ الْغَيْمَات هَمْسَ الْأُفُقِ
يُمْطِرُ نَجْوَاكَ لَفِيحَ الشَّوْقِ
فِي حَمْأَتِهِ أَتَدَوَّرُ شَغَفًا
عَلَى شَاطِئِ الْبَيَاضِ
رَسَمْتُكَ بَحْرًا
رَسَمْتُنِي زُرْقَةً تَمْصُّ شُرُودَ الْسَّمَاءِ
الشَّمْسُ تُرَوِّضُ شُرُوقَكَ
عَلَى رَقْصَةِ الْمَسَاءِ
تُوَزِّعُ جَمْرَلَحَظَاتٍ
كُنْتَ فِيهَا تُلَمْلِمُ شَظَايَا عَيْنَيْكَ النَّاعِسَتَيْنِ..
أتسلق قمة الحنين
يُدَحْرِجُنِي صَخْرُالْغِيَابِ
أَسْقُطُ فِي مَهْد تَيْهِكَ
كَمَا الرِّيَاحُ تَطْوِي شيبَ الْموْج
يَطْوِينِي لَهِيبُ جُرْحِكَ
النَّوَارِسُ لَمْ تَعُدْ..
اخْتَطَفَ عِنَادُكَ شَرَارَةَ اللِّقَاءِ
ابْتَلَعَ كِبْرِيَائِي ضَجِيج مُهْجَتِكَ
مَحَوْتُ أَثَرَ الْحُضْنِ الْمُتَّقِدِ
بَيْنَ صَهِيلِ الزَّبَدِ
وَشَيَّعَتْ الرِّمَالُ
هَزِيزَ ضُلُوعٍ نَبَتَ فِي دَمِكَ..
لَمْ يَبْقَ فِي الشَّاطِئِ
إِلَّا رَسَائِل مَهْزُومَةً
تُرَبِّتُ عَلَى ظَهْرِهَا يَدُ الرِّمَالِ
لَمْ يَبْقَ فِي الشَّاطِئِ
إِلاَّ ضَبَاب كَلِمَاتٍ رَهِيفَةٍ
تَغْشَى ثَغْرَ الْمَسَاءِ
شَفَتَاهُ تَتْلُوَانِ قُبْلَةً
لَفَّتْهَا الرِّيحُ عَلَى مِعْصَمِ الْبَحْرِ
حَمَلَتْهَا رِيَاحُ الشَّرْقِ
لَتُذَكِّرَ الْغُرُوبَ بِأَمْسٍ كَانَ
وَغَدٍ لاَ يَكُون..
النَّوَارِسُ لَمْ تَعُدْ ..
الْبَحْرُ يَشْرَبُ نَخْبَ الْمَوْتِ
وَالسُّفُنُ ضَيَّعَتْ طَرِيقَ الْعَوْدَةِ
الرُّبَّانُ الْعَجُوزُ
يُغَنِّي
صَوْتُهُ الْمَلاَئِكِي يُضْمِرُقَصَائِدَ حَزِينَةً
يَسْمَعُ الْمَوْجُ قِصَصَهُ الْقَدِيمَةَ
تُرَدِّدُ الرِّيحُ صَدَى كُؤُوسٍ خاَئِنَةٍ
دِلَاءُ عُمُرٍ تَتَمَايَلُ يَمِينًا وَشِمَالًا
لِتَسْتَقِرَّ مُرْتَعِشَةً
حَزِينَةً تَغْفُوعَلَى جِيدِ غَانِيَة ٍفَاِتنَةٍ..
يَتَغَنَّجُ الْقَمَرُ فِي سُكُونٍ
عَلَى ظَهْرِ الِسَّفِينَةِ
يُبْرِزُ مَفَاتِنَ اللَّيْلِ
تَتَدَلَّى النُّجُومُ عَارِيَةً
تُمْسِكُ قُبَّعَةَ الْعَجُوزِ
تَرْقُصُ
تَحْتَفِي بِالنَّصْرِ
تَبْتَسِمُ لِلْعَاشِقِينَ
تَلُوحُ لِلْعَطْشَى
لِلْعَائِدِينَ مِنْ غَفْوَةِ مَوْتٍ نَاعِمَةٍ
تَرْشُقُهُمْ بِوِشَاحِ الْهَوَى الْمَفْقُودِ..
النَّوَارِسُ لَمْ تَعُدْ
الْبَحْرُيَخْتَنِقُ
تَشْنُقُهُ حِبَالُ الرَّحِيلِ
تُلَوِّكُ دُمُوعهُ وُعُوداً
تَخْتَبِئُ بَيْنَ شُقُوقِ الْحَجَرِ
يَمْسَحُ الْمَوْجُ جُفُونَ الرِّيَاحِ
فَيَتَبَدَّى قُرْص الْغُرُوبِ
نَهماً امْتَصَّ هَامَةَ الشَّمْسِ
بِدَلَالٍ يَرْشُقُ لَوَاعِجَ الْمَسَاءِ
بِرَغْوَةِ الِانْتِظَارِ.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى