عصري فياض - الهيفاء والثلج.. قصة قصيرة

المظلة والمعطف الطويل والثلج وشعرها الساكن على الاكتاف.. هم فقط السائرون في الشارع الطويل الخالي من الناس.. تسير ولا تأبه بالثلج الذي يضرب مظلتها بنعومة...تسير لعلها تجد جوابا لاجوبة تغلي في جوفها المحترق...وتتلقب في رأسها الاستفهات الكبيرة...ترى هل وصلت معه الى نهاية الطريق.. ؟؟هل إنتهى كل شيء...؟؟؟ ماذا فعلت حتى أعاقب بهذه الطريقة.. لقد أعطيته قلبي......
كاد البرق أن يخطف بصرها.. تمتمت مرتعبة ببعض التعاويذ..رجت السماء السوداء بهدير الرعد الصاعق.. الشارع يزداد وحشه... والطريق بلا نهاية... وكان كل الكائنات قد رحلت عن شوارع المدينة...حتى وصلت الى الجدار الذي يفصل الطريق عن استمرار المسير... شعرت بالقهر..بالحزن.. شرعت تضرب الجدار بحقيبتها السوداء وتبكي فطارت من الحقيبة بعض حوائجها... اشياء وصورته الباسمه.. مالت الى الارض وامسكتها.. دققت بها.. انتبابتها رغبة في تمزيقها.. واخرى في التحديق اكثر... لقد نبشت ابتسامته الذكريات في نفسها... صمتت طويلا.. وغرقت في تقليب صورمن مخيلتها بشريط طويل... وصحت على ضوء سيارة قادم من بعيد.. تهادي الضوء نحوها حتى وصل.. فترجل منه صاحب الصورة ونادي باسمها.. ثم دنا ولملم معها اشياء الحقيبة .. وقال... عندما يتوحش كلانا في هذه الدنيا... يجمعنا الحب...هيا نعود لندفن اوراق الخريف المبعثرة في الشارع الطويل ...ونرعى سويا شجرتنا الخضراء في فناء بيتنا المشتاق لسيدته واميرته الهيفاء..
ابعدت خصلة الشعر عن وجهها... ونهضت معه الى السيارة وهي تشعر بالدفء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى