سناء الداوود - عيد الأم٢٠٢٢

ماعاد قلبي ، يا أمي، قطرة ماء معلقة على شريط الغسيل مسلمة مصيرها للهواء.. للتاس.. للصُدَف. و لاحتى مجرد زاوية ناتئة من بناء الحياة الشاهق.. كخطئ معماري هامشي. اليوم قبّلتُ جبينه و طبطبتُ عليه ، قائلةً: خفف عنكَ ياصغيري.. أنتَ أمانة من أمي لاتخف! لن أهمل راحتك بعد الآن. رحلتِ يا أمي.. هكذا ببساطة دون وداع، قبل أن أبكي و أشكي لكِ، عن فشلي الذريع؛ عن نظرياتي الخاسرة؛ وكل مقولاتي الشهيرة المكسورة الخاطر.. عن غضبي؛ من الضعف والغباء. عن شوقي لطمأنتك لي؛ كطفلة ،طفلة صغيرة.. جاهلة بأمور الحياة.. آخ يا أمي.. هل سمعهتا؟ مازلتُ أكررها ،عبارتي الأخيرة لكِ فارغ صدري يا أمي الأبوابُ مشرّعة و الشبابيك مكسّرة.. لا شيء سوى الفراغ ،الفراغ.. ونصفُ صدى ذائباً في الهواء. كرمال في عاصفة، أطلقت كل مافي داخلي.. ليس فقط الحب و العصافير و الذكريات.. حتى قلبي أطلقته.. و اتسعت الفجوة. هل تذكرينها "فجوة داخلي" باتت أرض جدباء.. رحَلْتي يامهجة الحياة.. خفيفة الروح و الحضور.. بأوجاعك الصامتة دون أبسط كلمة مني. كيف أوصل لكِ السلام.. آخ يا أمي.. لروحك السلام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى