مصطفى معروفي - شتاء الجراح الجميلة

وأذكر أني ركبتٌ جروح الأعالي
فكنت كبيرا
كما كنت أقْبَلُ عطر الفلاسفة العظماء
وأفتح أقواس عوسجة رتبتْ
شوكها في الفوانيس جوفَ المدينة،
قال الأمِيرال للجند:
حين تميل المروج إلى القبرات
فإن الحروب تصير عصير تراب/ خميرة وهم
وأنتم نوافذ تُذري الرياح
بكل جهات المدى
وكذاك اصطفاف الأساطير فوق الكراريس
أنتم حبارى لها فرح الماء
أنتم ظلال المقدّسِ
لا بيرق اليوم أو في غد ينزف النصر إلا
إذا كان يهطل منكم قرنفلةً...
كنت إرثا تأثثَ داخل نيرانه
لم أحاول كتابة بعضي
على كبد الجلنار ولا البيلسان
فكل محاولة كنت أنتابها
هي زاوية لم تكن بعدُ قد فرِشتْ للرؤى
ولعل ربيع الحداثة أوقد عشق النوارس فينا
فملنا إلى البحر نشعِلُ فيه
شقوق القصائد
نغسل فيه مآربنا تلك البريئة
نهوى رحيق المجازات
أو نشتهي الاتكاء
على سأم اللحظة المستعيرة طعم المساءات....
أيامنا هكذا
هي سهد البروق
نوازع رأب البراري
و أعمدة تستطيب صعود الهشاشات
كي لا يسيل دم النهر أكثر
كي يستطيع البروزَ شتاءُ الجراح الجميلةْ.
ـــــ
ومضة:
كانت مدن الوطن الأحول
تكره رائحة اللؤلؤ
ولذا عاش الحلاج غريبا
بين شوارعها.
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى