محمد عبدالله الخولي - وقالت لستَ إِنْسِيّاً

أَتَيْتِ كَزَهْرةِ الرٌمانِ
في مرْج ٍٍمنَ التينِ ِ

كَعُودِ الفُلٍ
يشْرَبُ منْ رَحيقِ اللوزِ
نشْوَاناً
عَلَى أَلْحانِ
"تشرين"
وأَرْتَشفُ العبيرَ الخمرَ منْ نَهْديْكِ

رماناً
فَيقْتُلُنِي ، ويُردِيني
تُصَافحُ ثَغْريَ النشوانَ
أُغْنيةٌ منَ الرمانِ
تَعصرُ زهرةَ العُناب ِ
منْ شَفَتِي
عَصِيرُ القُبْلَةِ الأُولى ،
وسحرُ الومضًةِ الأُولى ...
صلاةُ الْعِشقِ تبدأُ في ترَاتِيلِ المساءِ لنا...
فكانت ثورةُ التينِ

عصافِيْرٌ تُسبحُ في فراديسٍ
منَ العِنبِ
تُرتلُ سورةَ العُشاقِ
ترتيلاً سماوياً...
يُرددُ خلفها الآياتِ

زهرُ اللوزِ والرمانِ والعُنابِ
في
أحضانِ
"نسرينِ"
أَتَتْ ،

والتوتُ في فَمِها،
وتحملُ ألفَ أُغْنِيةٍ
منَ العشقِ القديمِ بها...،
وترسمُ في حَنَايَا الروحِ
أَلْفَ قَصِيدةٍ عَني،
وَأَلْفَ بُطُولَةٍ عَني،
وقِصةَ فارسٍ يهوى
ركوبَ الخيلِ
فوقَ مداركِ
الظنِ
وقالتْ لستَ
إِنْسياً
ولا مَلِكاً
منَ
الجنِ
أراكَ كَزَهْرَةِ الليمونِ
أعْشَقُها
بما أُوتِيتُ من وجعٍ...
أُحاولُ عَصْرها شبقاً

بكلِ جنونِ هذا الكونِ
تعصرُني
أراني بلْ أرى ذَاتِي
فقدْ ضوعتُ حلمَ العمرِ
أنْغاماً...
على أهدابِ

مرآتِي...
كِيًاني محضُ أُغْنيةٍ

منَ الأنوارِ
في روضِ
الخيالاتِ...
كأحلامِ الزبرجدِ

في قميصِ النورِ ما قُد القميصُ،
ولكنْ الأبوابَ
مغْلقةٌ
على الرمانِ
منْ عصرِ النبواتِ
أعيشُ
لأَحْرسَ الرمانَ
في مَلَكُوتِ
مولاتِي
شعر / محمد الخولي
من ديوان تراتيل على الخشب المقدس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى