فوز حمزة - قمر منتصف الحلم.. قصة قصيرة

عبر الواتس آب .. والفجر يحاول التسلل من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء .. أرسل لها:
حين ودعتكِ الليلة الماضية ..
وددت أخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء لكنهما مضيئتان من الداخل ..
بوابتان للأسرار تخفي وراءها ما يمكن ملاحظته ..
ثمة نور تسلل منهما وقف على ضفاف قلبي أكد لي أننا كالشيء ولا شيء ..
يحتضنان بعضهما ويصبحان كل شيء ..
وأنت تنظرين صوب الأفق البعيد أيقنت أننا كالصعب والسهل نكمل بعضنا بعضا ..
كالقبيح والجميل ببعضهما يظهران بعضهما ..
كالصمت والحديث لا غنى لأحدنا عن الآخر .. كالخير والشر في الروح الواحدة ..
حين تلامست أيدينا أصبحنا جسدًا وروحًا .. أحدهما وعاء للثاني ..
هل تصدقين ؟؟ حين التصقت أكتافنا ببعضها .. حقيقة تمثلت لعيني من أننا كالأضداد
وفي اللحظة التي تلتها اعترفت لنفسي ..
أيها الأحمق .. على الأضداد يقوم العالم .. فالنقائض هي سر الحياة و عكازيها ..
بدونهما تغدو الحياة عرجاء بساق واحدة ..
أنا وأنتِ أحد قوانين العالم التي انطلقت .. لا ميلاد لنا ولا زمان يحددنا ..
ما بيني وبينكِ يشبه ما بين الأرض والسماء .. فارغ لكنه لا ينضب ..
بكِ رغبت عن كل شيء .. فتجلت لي أسرار الحياة ..
اعترف انني تدخلت في مسار الأشياء بيننا لذلك لم تصل لنهايتها المرجوة ..
ينتابني الغضب بعد كل مرة تودعيني فيها .. ثمة أشياء لا أتمكن من البوح بها أمامكِ..
معكِ أغدو كالحكيم الذي يشهد سير الأشياء ولا يحاول تغييرها ..
كالطفل يتعلم ولا يُعلم ..
أيتها القريبة البعيدة ..
أنا وأنت كالفراغ والامتلاء .. يجذب أحدنا الآخر ..
كالقبل والبعد يتبع بعضه بعضا ..
كالعالي والمنخفض لا معنى لأحدهما دون الثاني ..
أيتها الروح التي تسكن جسدي .. الجسد الذي تسكنه روحي ..
نحن كالليل والنهار يولد أحدهما من رحم الثاني في رحلة أبدية ..
سرمديان كالحركة والسكون ..
كانت الساعة تقترب من التاسعة والنصف صباحًا حين سمع صوتًا يدعوه للاستيقاظ من النوم ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى