أمل الكردفاني - رحلة وردية اللون- حكاية من الماضي

في القطار من القاهرة إلى اسكندرية جلس أمامي رجل وأجلس ابنته الجميلة إلى جواري وقال ضاحكاً:
- أوعة تعاكسها.
كنت في الثامنة عشر من عمري، وكانت الفتاة في السابعة عشر.
لم انبس ببنت شفة، ليس بسبب والدها الذي تركنا أكثر من مرة ليدخن. ولكن لأن الخوف من الأنثيات الجميلات كان يعقد لساني.
في تلك اللحظة دخل فوج من طلبة وطالبات الكلية الحربية، كانت الفتيات جميلات ولكن التقت نظرات أجملهن بأكثر الطلبة وسامة. دفع الشباب بالفتى للتقدم ودفعت الفتيات بالفتاة للاستجابة، ولم تمض دقائق حتى كان العاشقان في الجزء المعزول الذي يفصل بين المقطورات. كانا في المقطورة التي أمامنا غارقين في الهمسات. ووالد الفتاة خلفنا يدخن متأملاً. فنهضت وذهبت إلى جزء ثالث وفتحت بابه وبدأت أدخن وأنا أتأمل الأرض الزراعية الخضراء الممتدة في الأفق -كان ذلك أفضل جزء في سفري بقطار الاسكندرية-. كنا أحياناً نشتري تذكرة واحدة انا وصديقاي، وعندما يقترب الكمساري، يختبئ الصديقان في الحمام، ثم يخرج أحدهما ويستلم التذكرة مني، وأختبي انا بدوري. كان بإمكاننا شراء تذاكر، لكن تلك كانت مغامرة لطيفة..أحيانا كان الكمساري يقفشنا فنضطر لشراء تذكرة بثمن أعلى كنوع من الغرامة.
عدت لمقعدي إلى جوار الصبية الحسناء.. والدها كان يقرأ صحيفة، أعتقد أنه موظف من أسرة محترمة ومنفتحة.. العاشقان من الكلية الحربية اختفيا من الأنظار.. لم أرهما مرة أخرى.. ثم فاجأتني الفتاة بسؤال.. كان السؤال إشارة عبور لي.. إشارة وردية اللون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى