مصطفى معروفي - فوانيس عميقة

إذا أخذتْ فراشات النوى تدحو قطاري
كنت مهوى للمحطات التي تدنو
وحرضت الطيور على ملاحمها
أنا إن صرت منتبها فمعنى ذاك أنَّ سريرتي
حملت زنابقها وقالت للغيوم تريثي
لم يبق عند السرو ما سيقول في أسمائه
في الأفْقِ قام النسر يتخم ريشه
بالشمس ...في منقاره اندلقت
محاريث المدى بالهسهسات
تبارك مبدأ الجهة التي قد أنجبت أطوارها العليا
علَتْ ثم استطاعت محو مثلبة الأيائل
من فيوضات الخليقة...
جئتنا فجعلتَ ترقص
حيث ملنا للفوانيس العميقة
كي نحلي باسمها صدر الجدارة
أنت في دلَه الأماكن رعشة
و تثير نقعا داحضا للريح
ما زال الصباح يمدُّ كفَّ الحب
للشجرات وهْيَ تقلّم الصفة الوريثة للظلال
أأصبحت تحظى من البحر النوارس بالأرائك؟
أيها الزمن المحدَّبُ
قم وغادرْنا
سنملأ شكلنا الثاني
ونفتن نجمة خضراءَ تُقعي
عند متكإ الخمائل
صار جذر الليل يعرفنا
لذا قسنا المساء بغيمة غزلت له خيط النقاهة.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
أشعل نبضي
أنقشه فوق رخام الأجفانْ،
لا القبلية ضمن متاعي
لا المشي على الحبلين
و لا الهرولة نحو الأوثانْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى