محيي الدين محجوب - حان الوقت ليتزوّج أبي بأمّي.

لأدفق بأصابع الرّوح لحني
في ناياتٍ أُهيّج ثقوبها
تعرف أنّها هبة الفراغ
لعلّ الشّحارير
قبل أن يفقد الهواء أل التّعريف
تلحس العسل في آلة موسيقى.
.
حان الوقت
لأستأنف الحياة
قرب أسطوانة أكسجين
وفوق الأرض ذاتها
(الأرض التي لم تعترف أنّها أنجبتني)
سأظلّ إلى يوم القيامة
أقطع الطّريق على الخريف.
وأُمدّد قدمي في خطى
تتجنّب الملل.
.
حان الوقت
لأخون حلمي
وأصير
قائد طائرة ورقية.
.
لأتمرّد على الغرفة
وأفتح نافذتي
أصطاد الصّور
وأُطلق كائنات آهاتي
لا تهمّ النّغمات أبوابك المقفلة.
.
ربّما النّوافذ أصابها العمش!
.
قد تفكّر القبلة في شفتين.
.
حان الوقت
لأترك وساوسي على صدرٍ نافرٍ
وأتعرّى من جيناتِ ملائكةٍ
تمثل أمام نظّارتي كلّ حين
سوف أمسح عن النّظّارة
في شتاءٍ قادمٍ
نقاط ضعفي
وأخرج من صخرتي
ماء يُقيم في نارٍ
أصرخ:
لا تتحدّث معي
بلسانك.
.
لم يبق لوسادتك
سوى الوساوس.
.
الرّيح التي تعصف خارجك
لا تُحطّب لك.
.
أنت تحتاج
إلى نظرةٍ مجهريةٍ
لتراني داخلك
مثل الصّلاة في أوقاتها.
.
حاول
أن تشرب من بئرٍ
قبل أن تحفرها.
.
لا تعبر الباب بأخطائك.
.
مهما صرخت
فلن ينهض الموتى.
.
في أيّ غربةٍ
تضع قدميك؟!
.
كنتُ حاضرًا في نطفةٍ
حين تزوّج أبي بأمّي
أعتني بالحبّ.
.
عروقي في الماء
وهي أمّي
منذ الولادة.
.
حان الوقت
لأدلَّكم..
إلى ثقب الإبرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى