مصطفى معروفي - نافذة تستيقظ متأخرة

اِفتتح الطائر خطبة دورته العليا كالتالي:
"للريح طفولتها
تتراءى من عن كثبٍ
منها القول الفصلُ
وللطير التسليم
وللنوق حنين ممزوج بالصلوات"
لهذا السببِ تماهى بالغيب
رؤاه طافحة بالحجر المبهج
وجناحاه إقليمان كبيران
يمدان البحر بفطرته
وتدور مزاليج الشك على يده
ليفاجئنا بغنائمه منها،
كنت أظن بأني وحدي
أعطي السنبلة اسم الفيضان
وأني لا أمقت تهلكة الفيء
سوى ثوان
لكن بعدئذ
أيقنتُ بأني أنحاز إلى ظلي متهما
حاشية النهر بإغوائي
أضحك مدةَ طفلٍ معدنُه من
ألق الأرض
أرتب أسمائي وأوفدها علنا لغيوم تتمرأى
سكبتْني الأرض على سحنتها
كي أحرس نارا عاليةً
منذرةً بالوحل العذب الجائزِ،
أيتها الرحلة
أين ستأخذني يمناك؟
لقد ثملتْ أمدائي وبقيتُ
أحاذر مفترق الماء
سأرجع نحو البرج المفتوح على مصراعيه
وأحاول أن أفطمه عن نافذة
تستيقظ متأخرة عند الساحل كل صباح.
ـــــــــ
مسك الختام:
لو لم يطأْطئ رأسه الكبش ما
أقـــــــدمَ سكين على ذبحــه





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى