محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - يقولون أن الشعر، يصيب الاصابع بالتاتاة

يقولون أن الشعر ، يصيب الاصابع بالتأتأة
لأن كلماتها المتجولة
اسفل التنانير القصيرة والطويلة
تأكلها قصيدة جائعة للحب
كذبوا
اولئك الذين افترضوا في الشعر غير الشعر
اولئك الذين جلسوا اسفل نوتة موسيقية
ينتظرون ان تسقط
قطعة عنب
اولئك الذين تنزهوا في لوحة لفان جوغ ، وضاعوا عن البيت
والطُرق التي تقود الى حانة
او موت غير كارثي
الشعر ليس الا وعكة تصيب الاشخاص الذين فشلوا في ابتكار نماذج جديدة للقُبل
والذين فشل موعدهم الاول
لأن فنجان القهوة انزلق
هارباً
من ذئاب الوقت الذي يستدرجهم لبكاء ليس ببعيد
اعرف أنني اُثرثر عن الشعر
أكثر من الشعر
لأن الثرثرة تشغلني عن انتظار الفجر ، امام عتبة الليل
لأن الثرثرة تسحب الستارة المهترئة
لتدسني عن الضوء الذي لا يبشر بانثى قادمة ، من عميق الطُرقات القديمة للحب
لان الثرثرة وحدها من تُجيد خلع الثياب الثقيلة للصمت
تلك التي تتوتر امامها
حنجرة الناي
تلك التي تضحك بصرخة تشبه العدم في تبلده المستفز
ثمة في العالم
حروب تكفي لتجعلنا جميعاً ابطالا
يمكننا دائماً ان نقوم بعمل بطولي يُخلدنا عند احدهم
يمكننا ان نقفز على لص
ان نساعد جارة على كسر قُفل
أن نعيد الكرة الى الصبية الذي قذفوا بها الى فناء الدار دون أن نشتمهم
أن نُحب امرأة تخبو
لنعطي لمصابيحها الخافته ، براغيثنا
لنُشعرها ، هي الآيلة للنسيان ، أنها لازالت تضج بالملذات
وانها مشتهاة
يقولون
أن المؤمن مرآة اخيه
لكنني لستُ مؤمنا ، وارفض أن اكون انعكاسا لأحد
لأنني املك مني ما يكفي
لصنع مدينة
مدينة تضج بالشعراء الكسالى ، كمشط في خزانة اصلع ، وسكارى يتبولون في جدار الكنيسة او المسجد
يثأرون للرب الذي احتجز بتهمة التلاعب بالادلة
وبتهمة التسامح الثقيل
لأنه لم يقتل السفلة بيديه الخشنتين
لأنه لم يبصق اللهب بلسانه ، كتنين غاضب ، في اجساد اولئك الذين اغتصبوا النهر
بقضبان حديدية
ومراكب حديدية ، واحذية من جلود البحارة الهمجيين
لانه
لم يعط امراة على وشك ان تنسى رائحة الليل
وردة حمراء
ذات رائحة عنيفة ، كلقاء محتشد بالمقاعد ، والعتاب
انهم لا يزالون
في سجونهم الصفراء
يكتبون عن الوجهات التي ترتدي قلنسوة
وتتجول في المدينة
بارجل وحشية ، كجيشِ من المغول
انهم لا يزالون ينقبون عن انفسهم في الصحف ، ليتعرفوا على وجوههم المكتنزة بالنساء
والبراري المقتطفة من ذكريات الشجر
انهم
لا يزالون يوظفون البيوت للاختباء
وليس لاقتسام الحب
انهم
جوعى في صفرهم
مسافرون من اسرتهم الباردة
مشردون في بدلهم الانيقة
قتلة بايادي عابقة بالازهار
و ضحايا عفيفين
اولئك الذين يمضون دون أن يتركوا شكوى للرب ، على باب الثلاجة
ليتلفها حين يصحوا
كقائمة طلبات مزعجة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى